٩ ـ كا : علي ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن القاسم بن بريد ، عن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قلت : له : إن للايمان درجات ومنازل يتفاضل المؤمنون فيها عندالله؟ قال : نعم ، قلت : صفه لي رحمك الله حتى أفهمه : قال : إن الله سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم الرهان ، ثم فضلهم على درجاتهم في السبق إليه ، فجعل كل امرئ منهم على درجة سبقه لا ينقصه فيها من حقه ولا يتقدم مسبوق سابقا ، ولا مفضول فاضلا ، تفاضل بذلك أوائل هذه الامة أواخرها ولو لم يكن للسابق إلى الايمان فضل على المسبوق إذا للحق آخر هذه الامة أولها نعم ولتقدموهم إذا لم يكن لمن سبق إلى الايمان الفضل على من أبطأ عنه ، ولكن بدرجات الايمان قدم الله السابقين ، وبالابطاء عن الايمان أخر الله المقصرين ، لانا نجد من المؤمنين من الآخرين من هو أكثر عملا من الاولين وأكثرهم صلاة و صوما وحجا وزكاة وجهادا وإنفاقا ، ولو لم يكن سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا عندالله لكان الآخرون بكثرة العمل مقدمين على الاولين ، ولكن أبى الله عزوجل أن يدرك آخر درجات الايمان أولها ، ويقدم فيها من أخر الله ، أو يؤخر فيها من قدم الله ، قلت : أخبرني عما ندب الله المؤمنين إليه من الاستباق إلى الايمان؟ فقال : قول الله عزوجل : « سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسله(١) » وقال : « السابقون السابقون اولئك المقربون(٢) » وقال : « السابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه(٣) » فبدأ بالمهاجرين الاولين على درجة سبقهم ، ثم ثنى بالانصار ، ثم ثلث بالتابعين لهم باحسان ، فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده ، ثم ذكر ما فضل الله عزوجل به أولياءه بعضهم على بعض فقال : « تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم فوق بعض
____________________
(١) الحديد : ٢١.
(٢) الواقعة : ١٠ و ١١.
(٣) التوبة : ١٠٠.