التقديرين هو كناية عن قربهم من جناب الرب عز وجل وإن من تمسك بهم فهو يصل إليه تعالى.
١٨ ـ ير : بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن المسلي عن عبد الله بن سليمان قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام قول الله عز وجل : ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) قال علي عليهالسلام جنب الله (١).
١٩ ـ ج : الإحتجاج في حديث طويل يذكر فيه إتيان رجل من الزنادقة أمير المؤمنين عليه السلام وسؤاله عما اشتبه عليه من آيات القرآن وظن التناقض فيها فأجابه عليه السلام وأسلم فكان مما سأله قوله وأجده يقول ( يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) (٢) ( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) (٣) و ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) (٤) و ( أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ ) و ( أَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ ) (٥) ما معنى الجنب والوجه واليمين والشمال فإن الأمر في ذلك ملتبس جدا فأجابه عليه السلام بأن المنافقين قد غيروا وحرفوا كثيرا من القرآن وأسقطوا أسماء جماعة ذكرهم الله بأسمائهم من الأوصياء ومن المنافقين لكن أعمى الله أبصارهم فتركوا كثيرا من الآيات الدالة على فضل منزلة أوليائه وفرض طاعتهم ثم ذكر عليه السلام كثيرا من ذلك إلى أن قال وقد زاد جل ذكره في التبيان وإثبات الحجة بقوله في أصفيائه وأوليائه عليهالسلام ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) تعريفا للخليقة قربهم ألا ترى أنك تقول فلان إلى جنب فلان إذا أردت أن تصف قربه منه إنما جعل الله تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز التي لا يعلمها غيره وغير أنبيائه وحججه في أرضه لعلمه بما يحدثه في كتابه المبدلون
__________________
(١) بصائر الدرجات : ١٩.
(٢) الزمر : ٥٦.
(٣) البقرة : ١١٥.
(٤) القصص : ٨٨.
(٥) الواقعة : ٢٧ و ٤١.