طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ كَثِيراً ) (١) الآية فيحتمل أن يكون هذا لبيان أن ظلمهم الذي صار سببا لتحريم الطيبات عليهم لم يكن علينا أي على أنبيائنا وحججنا بل كان على أنفسهم حيث حرموا بذلك طيبات الدنيا والآخرة ولعل هذا أفيد فخذ ( وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ ) هي في المرسلات بعد قوله ( لِيَوْمِ الْفَصْلِ وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ ) أي يوم القيامة وتفسير المكذبين بالذين كذبوا الرسول صلىاللهعليهوآله فيما أوحي إليه من الولاية إما لأنه مورد نزول الآية أو لأن التكذيب في الولاية داخل فيه بل هي عمدته وأشد أفراده وكذا الآيات اللاحقة يجري فيها الوجهان ثم قال في هذه السورة ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ ) ففسر المتقين بالأئمة عليهمالسلام وشيعتهم لأنه في مقابلة المكذبين المنكرين للولاية ولا ريب أن الإقرار بالولاية مأخوذ في التقوى بل فيما هو أعم منه وهو الإيمان وملة إبراهيم هي التوحيد الخالص المتضمن للإقرار بجميع ما جاء به الرسل وأصله وعمدته الولاية وقد مر نزول الآية التالية في شفاعة النبي والأئمة عليهالسلام في كتاب المعاد.
٦٠ ـ كا : الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عز وجل : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) قال يعني به ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قلت ( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ) قال يعني أعمى البصر في الآخرة أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام ( قالَ ) (٢) وهو متحير في القيامة يقول ( لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها ) قال الآيات الأئمة عليهالسلام ( فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى ) يعني تركتها وكذلك اليوم تترك في النار كما تركت الأئمة عليهالسلام فلم تطع أمرهم ولم تسمع لهم قلت : ( وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَ
__________________
(١) النساء : ٦٠.
(٢) في المصحف الشريف : قال رب لم حشرتنى اعمى.