١٦ ـ كنز : محمد بن سليمان (١) عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : ( فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ ) قال المشارق الأنبياء والمغارب الأوصياء عليهالسلام (٢).
بيان : عبر عن الأنبياء بالمشارق لأن أنوار هدايتهم تشرق على أهل الدنيا وعن الأوصياء بالمغارب لأن بعد وفاة الأنبياء تغرب أسرار علومهم في صدور الأوصياء ثم تفيض عنهم على الخلق بحسب قابلياتهم واستعدادهم (٣).
١٧ ـ كنز : محمد بن العباس عن عبد الله بن العلاء عن ابن شمون عن عثمان بن أبي شيبة عن الحسين بن عبد الله الأرجاني عن ابن طريف عن ابن نباتة عن علي عليهالسلام قال : سأله ابن الكواء عن قوله عز وجل : ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ) فقال إن الله لا يقسم بشيء من خلقه فأما قوله الخنس فإنه ذكر قوما خنسوا علم الأوصياء ودعوا الناس إلى غير مودتهم ومعنى خنسوا ستروا فقال له و ( الْجَوارِ ) (٤) الكنس قال يعني الملائكة جرت بالعلم إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فكنسه عنه الأوصياء من أهل بيته لا يعلمه أحد غيرهم ومعنى كنسه رفعه وتوارى به فقال ( وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ ) قال يعني ظلمة الليل وهذا ضربه الله مثلا لمن ادعى الولاية لنفسه وعدل عن ولاية الأمر قال فقوله ( وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ ) قال يعني بذلك الأوصياء يقول إن علمهم أنور وأبين من الصبح إذا تنفس (٥).
بيان : كأنه عليهالسلام جعل لا نافية للقسم كما قيل لا مؤكدة له كما هو المشهور ولعل تفسير الخنس بالستر على المجاز إذ التأخير التأخر كما فسر بهما في اللغة يكون لستر شيء إما نفسه أو غيره كما أن الكنس أيضا كذلك فإنه
__________________
(١) في المصدر : روى محمد بن خالد البرقي بإسناده يرفعه عن محمد بن سليمان.
(٢) كنز جامع الفوائد : ٣٥٥. والآية في المعارج : ٤٠.
(٣) في النسخة المخطوطة : واستعداداتهم.
(٤) الصحيح كما في المصدر : الجوار : بلا عاطف.
(٥) كنز الفوائد : ٣٧٢ : والآيات في التكوير : ١٥ ـ ١٧.