قضيت حاجتك يا روح الله فقام فغسل أقدامهم فقالوا كنا نحن أحق بهذا يا روح الله فقال إن أحق الناس بالخدمة العالم إنما تواضعت هكذا لكيما
______________________________________________________
خاصتي من أصحابي وناصري ، ومنه الحواريون : أصحاب عيسى عليهالسلام أي خلصائه وأنصاره وأصله من التحوير : التبييض ، قيل : إنهم كانوا قصارين يحورون الثياب أي يبيضونها ، قال الأزهري : الحواريون خلصان الأنبياء ، وتأويله : الذين أخلصوا ونقوا من كل عيب.
قوله عليهالسلام قضيت : على بناء المجهول رعاية للأدب وقيل : يحتمل الدعاء ، ثم اعلم أنه عليهالسلام أدى في فعله ذلك أقصى مراتب التواضع ، حيث أراد غسل الأقدام أو تقبيلها على اختلاف النسخ ، ثم جعل ذلك مطلوبا له وسماه حاجة ، ثم استأذن فيه عليهالسلام ثم صنع مثل ذلك بتلامذته وتابعيه ، ثم قال : إنه أحق بذلك ، وقد ذكر لفعله غايتين متعدية ولازمة ، ومثل لأحدهما تمثيلا جميلا حيث شبه المتواضع بالسهل والمتكبر بالجبل ، وبين فضل السهل على الجبل وكونه أكثر منفعة.
قوله عليهالسلام إن أحق الناس ... لأنه أعرف بحسنها وثمرتها ، والعمل بالمكارم أوجب على العالم ، وقيل : ذلك لشدة استعداده للفيضان من المبدأ ولفضله وشرفه وعزه بالعلم ، فبتواضعه وتذلله بالخدمة يفاض عليه ما يليق به ، ويتزين عزه وشرفه بالتواضع ، ولا يلحقه ذل بذلك ، بخلاف الجاهل فإنه لقلة استعداده إنما يفاض عليه ما يليق به ، ولذلة ومنقصته بالجهل يكون مناسبا للخدمة ، فلا يكون في خدمته تواضعا ، فلا يزداد به إلا ذلا وقيل : لأن نسبة العالم إلى الناس كنسبة الراعي إلى القطيع ، وكما أن الراعي حقيق بخدمة الغنم ، وأكمل الرعاة من هو أكثر خدمة لها ، كذلك العالم حقيق بخدمة الناس ، بأن يصلح أمور معادهم ومعاشهم بتعليمهم وإرشادهم إلى الحق فأكمل العلماء أشفقهم بالناس ، وكمال الشفقة يفضيه إلى الخدمة العرفية أيضا ، فهو أحق الناس بالخدمة ، أو لأنه لما كان العالم يقتدي به الناس في أفعاله الحسنة فكلما فعله يصير عادة مستمرة متبعة بخلاف غيره ، و