ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا ع فليذهب الحسن يمينا وشمالا فو الله ما يوجد العلم إلا هاهنا.
باب رواية الكتب والحديث
وفضل الكتابة والتمسك بالكتب
١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليهالسلام قول الله جل ثناؤه ـ ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) (١) قال هو الرجل يسمع الحديث فيحدث به كما سمعه لا يزيد فيه ولا ينقص منه.
______________________________________________________
زمن نوح عليهالسلام إلى الآن ، فليذهب الحسن الذي يزعم انحصار العلم فيما في أيدي الناس يمينا وشمالا أي إلى كل جهة وجانب ليطلبه من الناس ، فإنه لا يوجد عندهم أكثر المعارف والشرائع.
قوله عليهالسلام إلا هيهنا ، لعله أشار إلى صدره الشريف أو إلى مكانه المنيف أو إلى بيت النبوة والخلافة.
باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسك بالكتب
الحديث الأول موثق.
قوله عليهالسلام فيحدث به كما سمعه ، لعله عليهالسلام جعل الأحسن مكان المفعول المطلق والضمير راجع إلى الأتباع كما أومأنا إليه في حديث هشام ، فالمعنى أن أحسن الاتباع أن يرويه كما سمعه بلا زيادة ونقصان ويومئ إلى جواز النقل بالمعنى بمقتضى صيغة التفضيل ، وعلى ما ذكرنا سابقا من التفسير المشهور يكون تفسير المعنى الاتباع أي اتباع الأحسن لا يكون إلا بأن يتبعه قولا وفعلا من غير زيادة ونقص ، ويؤيد الأخير قوله تعالى ( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) (٢).
__________________
(١) سورة الزمر : ١٨.
(٢) سورة الزمر : ٥٥.