كتاب العقل والجهل
١ ـ أخبرنا أبو جعفر محمد بن يعقوب قال حدثني عدة من أصحابنا منهم محمد
______________________________________________________
كتاب العقل والجهل
كذا في النسخ والأظهر باب العقل أو ذكر الباب بعد الكتاب كما يظهر من فهرست الشيخ (ره).
الحديث الأول صحيح.
والظاهر أن قائل أخبرنا أحد رواة الكافي من النعماني والصفواني وغيرهما ، ويحتمل أن يكون القائل هو المصنف (ره) كما هو دأب القدماء ، ثم اعلم أن فهم أخبار أبواب العقل يتوقف على بيان ماهية العقل واختلاف الآراء والمصطلحات فيه.
فنقول : إن العقل هو تعقل الأشياء وفهمها في أصل اللغة ، واصطلح إطلاقه على أمور :
الأول : هو قوة إدراك الخير والشر والتميز بينهما ، والتمكن من معرفة أسباب الأمور ذوات الأسباب ، وما يؤدي إليها وما يمنع منها ، والعقل بهذا المعنى مناط التكليف والثواب والعقاب.
الثاني : ملكة وحالة في النفس تدعو إلى اختيار الخيرات والمنافع ، واجتناب الشرور والمضار ، وبها تقوى النفس على زجر الدواعي الشهوانية والغضبية ، والوساوس الشيطانية ، وهل هذا هو الكامل من الأول أم هو صفة أخرى وحالة مغايرة للأولى ، كل منهما محتمل ، وما يشاهد في أكثر الناس من حكمهم بخيرية بعض الأمور ، مع عدم إتيانهم بها ، وبشرية بعض الأمور مع كونهم مولعين بها ، يدل على أن هذه الحالة غير العلم بالخير والشر ، والذي ظهر لنا من تتبع الأخبار المنتهية إلى الأئمة الأبرار سلام الله عليهم ، هو أن الله خلق في كل شخص من أشخاص