باب أدنى المعرفة
١ ـ محمد بن الحسن ، عن عبد الله بن الحسن العلوي وعلي بن إبراهيم ، عن المختار بن محمد بن المختار الهمداني جميعا ، عن الفتح بن يزيد ، عن أبي الحسن عليهالسلام قال سألته عن أدنى المعرفة فقال الإقرار بأنه لا إله غيره ولا شبه له ولا نظير وأنه قديم مثبت موجود غير فقيد وأنه ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ).
______________________________________________________
وبما هداهم إليه من المعرفة ، كما قال تعالى : ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ) (١) والحاصل أن وجوده تعالى أظهر الأشياء ولا يحتاج في ظهوره إلى بيان أحد ، وقد أظهر الدلائل على وجوده وعلمه وقدرته في الآفاق وفي أنفسهم ، وهو مظهر الأنبياء والرسل وفضلهم وكمالهم وهو مفيض العلم والجود عليهم ، وعلى جميع الخلق ، فهو سبحانه المظهر لنفسه ولغيره وجودا وكمالا ومعرفة كما قال سيد الشهداء عليهالسلام في دعاء يوم عرفة : كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك ، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك ، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟ ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟ عميت عين لا تراك عليها رقيبا. إلى آخر الدعاء.
باب أدنى المعرفة
الحديث الأول : مجهول وأبو الحسن عليهالسلام يحتمل الثاني والثالث.
قوله عليهالسلام لا شبه له ، أي في شيء من الصفات ، أو في استحقاق العبادة « ولا نظير » له في الإلهية وأنه قديم غير محتاج إلى علة ، ولا مخرج من العدم إلى الوجود « مثبت » أي محكوم عليه بالوجود والثبوت لذاته بالبراهين القاطعة « موجود » إما من الوجود أو من الوجدان ، أي معلوم ، وكذا قوله : غير فقيد ، أي غير مفقود زائل الوجود أو لا يفقده الطالب ، وقيل أي غير مطلوب عنه الغيبة حيث لا غيبة له.
__________________
(١) سورة القصص : ٥٦.