أمام كل شيء ولا يقال له أمام داخل في الأشياء لا كشيء داخل في شيء وخارج من الأشياء لا كشيء خارج من شيء ـ سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره ولكل شيء مبتدأ.
٣ ـ محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ، عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إني ناظرت قوما فقلت لهم إن الله جل جلاله أجل وأعز وأكرم من أن يعرف بخلقه بل العباد يعرفون بالله فقال رحمك الله
______________________________________________________
فوق ما عليه ، متوجه إليه ، وكل متنزل صارف عنه ولا يقال شيء فوقه في الأمرين ، وفيه إشعار بأنه ليس المراد به الفوقية بحسب المكان ، وإلا لأمكن أن يكون شيء فوقه.
« إمام كل شيء » أي علة كل شيء ومقدم عليها ويحتاج إليها كل موجود ، أو يتفرع إليه ويعبده كل مكلف أو كل شيء متوجه نحوه في الاستكمال والتشبه به في صفاته الكمالية.
والكلام في قوله ولا يقال له أمام كما مر « داخل في الأشياء » أي لا يخلو شيء من الأشياء ، ولا جزء من أجزائه عن تصرفه وحضوره العلمي ، وإفاضة فيضه وجوده عليه ، لا كشيء داخل في شيء ، أي لا كدخول الجزء في الكل ، ولا كدخول العارض ، ولا كدخول المتمكن في المكان « خارج عن الأشياء » بتعالي ذاته عن ملابستها ومقارنتها والاتصاف بصفتها والائتلاف منها لا كخروج شيء من شيء بالبعد المكاني أو المحلى وقوله « ولكل شيء مبتدأ » الظاهر أنه مبتدأ وخبر أي هو مبتدأ لوجود كل شيء ، وسائر كمالاتها ، ويمكن أن يكون معطوفا على قوله هكذا ، وقيل : الجملة حالية أي كيف يكون هكذا غيره والحال أن كل شيء غيره له مبتدأ وموجدا ، وهو مبدؤه وموجده ، والمبدأ لا يكون مثل ما له ابتداء.
الحديث الثالث : كالصحيح.
قوله : من أن يعرف بخلقه : أي بتعريف خلقه من الأنبياء والحجج ، بل هم يعرفون بالله على بناء المجهول ، أي يعرف رسالتهم وحجيتهم ، وإمامتهم بما أعطاهم من العلم وأيدهم به من المعجزات ، أو على بناء المعلوم أي هم يعرفون الله بما قرر لهم من الدلائل