وما أنزل على العباد دليلا على الرب.
باب إطلاق القول بأنه شيء
١ ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال سألت أبا جعفر عليهالسلام عن التوحيد فقلت:
______________________________________________________
دليل على وجود الصانع ومدبر العالم ووحدته وحقيقة أنبيائه ورسله ، « الثاني » أن يكون المراد به الآيات والمعجزات وخوارق العادات كانفلاق البحر لموسى وانقلاب العصا حية وسائر آياته ، وإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وغيرها لعيسى عليهالسلام وشق القمر وتسبيح الحصى وجريان الماء من بين الأصابع ، وسائر المعجزات التي لا تحصى لنبينا صلىاللهعليهوآله فإن العقل يحكم بديهة أنها خارجة عن الطاقة البشرية ، وليست إلا من مدبر قاهر قادر حكيم عليم.
قوله عليهالسلام : وما أنزل على العباد : أي البلايا والمصائب التي أنزلها على العباد عند طغيانهم وعدوانهم من الأمور الخارقة للعادات كالطوفان والريح والصواعق بعد دعاء الأنبياء واستحقاقهم للعذاب فإنه معلوم أنها لم تكن بقدرة الأنبياء عليهمالسلام أو المراد به ما أنزل على العباد من الكتاب والحكمة تأكيدا أو بحمل ما مر على غيرها ، فكل هذا دليل على الرب القديم والصانع الحكيم.
باب إطلاق القول بأنه شيء
المراد بالإطلاق هنا التجويز والإباحة كما ورد في الخبر : كل شيء مطلق حتى يرد فيه نهي ، وقيل : معناه أنه لا يحتاج إطلاق لفظ شيء فيه إلى قرينة كاحتياج الألفاظ المشتركة والمجازية إليها ، فهو مشترك معنوي كالموجود والوجود وما ذكرنا أظهر.
الحديث الأول : صحيح.
قوله عن التوحيد : المراد به هنا ما يتعلق بمعرفته سبحانه أي مسألة كانت من المسائل الإلهية كما هو الشائع في لسان أهل الشرع وغيرهم ، وقيل : أي عن معرفته