٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن حمران ، عن أبي عبيدة الحذاء قال قال أبو جعفر عليهالسلام يا زياد إياك والخصومات فإنها تورث الشك وتهبط العمل وتردي صاحبها وعسى أن يتكلم بالشيء فلا يغفر له إنه كان فيما مضى قوم تركوا علم ما وكلوا به وطلبوا علم ما كفوه حتى انتهى كلامهم إلى الله فتحيروا حتى إن كان الرجل ليدعى من بين يديه فيجيب من خلفه ويدعى من خلفه فيجيب من بين يديه وفي رواية أخرى حتى تاهوا في الأرض.
______________________________________________________
الحديث الرابع : مجهول كالصحيح.
قوله عليهالسلام : إياك والخصومات ، أي المجادلات الكلامية والمناظرات التعصبية قصدا للغلبة ، فإنها منبع أكثر الأخلاق الذميمة ، قيل : أن نسبتها إلى الفواحش الباطنة كنسبة شرب الخمر إلى الفواحش الظاهرة فإنها تورث الشك لأنها تؤدي إلى ميل النفس إلى أحد الطرفين فيشك فيما لا ينبغي أن يشك فيه ، ويلحقه بهذه الخطيئة من لا يسلم معه أجر عمله ، أو يكون عمله حينئذ مقارنا للشك فلا يؤجر عليه لاشتراطه بالإيمان ، وعسى أن يتكلم بالشيء في أثناء المناظرة لميل نفسه إلى المدافعة فلا يغفر له لكونه كفرا « ما وكلوا به » بالتشديد على المجهول أي أمروا بتحصيله وأقدروا عليه كمعرفة الحلال والحرام ، « وطلبوا علم ما كفوه » أي ما أسقط عنهم وكفوا مؤنته ، كمعرفة حقائق الأشياء « حتى انتهى كلامهم إلى الله » فتكلموا في حقيقة ذاته أو حقيقة صفاته الحقيقية « فتحيروا » وذلك لأن اشتغال القوة الدراكة بما تعجز عنه يزيدها حيرة وعجزا عن الدرك ، كما أن حمل القوة الباصرة على رؤية الشمس يزيدها عجزا عن الرؤية ، بل ربما يؤدي إلى العمى « فيجيب من خلفه » بفتح الميم أو كسرها ، وكذا الفقرة الثانية.
قوله عليهالسلام حتى تاهوا في الأرض : أي تحيروا ولم يهتدوا إلى الطريق الواضح في المحسوسات والمبصرات فضلا عن الخفايا من المعقولات.