٩٨ ـ وبإسناده عن عبدالرزاق بن همام ، عن معمر بن راشد ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس قال : قال علي بن أبي طالب عليهالسلام : مررت يوما برجل ـ سماه لي ـ فقال : ما مثل محمد صلىاللهعليهوآله إلا كمثل نخلة نبتت في كباة ، فأتيت رسول الله (ص) فذكرت ذلك له ، فغضب رسول الله صلىاللهعليهوآله وخرج مغضبا وأتى المنبر ففرغت الانصار (١) إلى السلاح لما رأوا من غضب رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : فما بال أقوام يعيروني بقرابتي وقد سمعوني أقول فيهم ما أقول من تفضيل الله إياهم وما اختصهم به من إذهاب الرجس عنهم وتطهير الله إياهم؟ وقد سمعوا ما قلته في فضل أهل بيتي ووصيي وما أكرمه الله به وخصه وفضله من سبقه إلى الاسلام وبلائه فيه وقرابته مني وأنه مني بمنزلة هارون من موسى ثم يمر به فزعم أن مثلي في أهل بيتي كمثل نخلة نبتت في أصل حش؟ (٢) ألا إن الله خلق خلقه وفرفهم فرقتين فجعلني في خير الفرقتين ، وفرق ثلاث شعب فجعلني في خيرها شعبا وخيرها قبيلة ، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرها بيتا حتى خلصت في أهل بيتي وعترتي وبني أبي أنا وأخي علي بن أبي طالب ، نظر الله إلى أهل الارض نظرة واختارني منهم ثم نظر نظرة فاختار عليا أخي ووزيري ووارثي ، ووصيي وخليفتي في امتي ، و ولي كل مؤمن بعدي ، من والاه فقد والاه الله ، ومن أحبه أحبه الله ، ومن أبغضه أبغضه الله ، لا يحبه إلا كل مؤمن ، ولا يبغضه إلا كل كافر ، هوزر الارض (٣) بعدي وسكها ، وهو كلمة التقوى وعروة الوثقى (٤) ، يريدون أن يطفؤوا نور أخي ويأبى الله إلا أن يتم نوره.
أيها الناس ليبلغ مقالتي شاهدكم غائبكم اللهم اشهد عليهم ، ثم إن الله نظر نظرة ثالثة فاختار من أهل بيتي بعدي وهم خيار امتي أحد عشر إماما بعد أخي واحد بعد
____________________
(١) فرغ له واليه : قصده. ويحتمل أن يكون ففزعت.
(٢) الحش ـ مثلثة ـ : البستان ، ويكنى به عن المخرج لانهم كانوا يقضون حوائجهم في البساتين.
(٣) كذا في النسخ والمصدر ، ويمكن أن يكون بتقديم المهملة ، وقد سبق معنى الكلمتين ذيل الخبر التاسع والسبعين ص : ٢٥٩.
(٤) في المصدر : وعروة الله الوثقى.