فَيَقُولُونَ نَزَلَتْ فِي الْمُؤْمِنِينَ ، وَنَحْتَجُّ (١) عَلَيْهِمْ بِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٢) فَيَقُولُونَ : نَزَلَتْ (٣) فِي قُرْبَى الْمُسْلِمِينَ (٤)
قَالَ : فَلَمْ أَدَعْ شَيْئاً مِمَّا حَضَرَنِي ذِكْرُهُ مِنْ هذَا (٥) وَشِبْهِهِ إِلاَّ ذَكَرْتُهُ.
فَقَالَ لِي : « إِذَا كَانَ ذلِكَ ، فَادْعُهُمْ إِلَى الْمُبَاهَلَةِ (٦) » قُلْتُ : وَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ : « أَصْلِحْ نَفْسَكَ » ثَلَاثاً وَأَظُنُّهُ قَالَ : « وَصُمْ (٧) وَاغْتَسِلْ وَابْرُزْ أَنْتَ وَهُوَ إِلَى الْجَبَّانِ (٨) ، فَشَبِّكْ أَصَابِعَكَ مِنْ يَدِكَ (٩) الْيُمْنى فِي أَصَابِعِهِ ، ثُمَّ أَنْصِفْهُ ، وَابْدَأْ بِنَفْسِكَ ، وَقُلِ : "اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَرَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، الرَّحْمنَ الرَّحِيمَ ، إِنْ كَانَ أَبُو مَسْرُوقٍ جَحَدَ حَقّاً وَادَّعى بَاطِلاً ، فَأَنْزِلْ عَلَيْهِ حُسْبَاناً (١٠) مِنَ السَّمَاءِ أَوْ عَذَاباً أَلِيماً" ، ثُمَّ رُدَّ الدَّعْوَةَ عَلَيْهِ ، فَقُلْ : وَ (١١) إِنْ كَانَ فُلَانٌ جَحَدَ حَقّاً وَادَّعى بَاطِلاً ، فَأَنْزِلْ عَلَيْهِ حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ أَوْ عَذَاباً أَلِيماً ».
ثُمَّ قَالَ لِي : « فَإِنَّكَ لَاتَلْبَثُ أَنْ تَرى ذلِكَ فِيهِ » فَوَ اللهِ (١٢) مَا وَجَدْتُ خَلْقاً
__________________
(١) في « بر ، بف » والوافي : « فنحتجّ ».
(٢) الشورى (٤٢) : ٢٣.
(٣) في « ج » : + / « هذه الآية ».
(٤) في « بس » : « المؤمنين ».
(٥) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي ، ويؤيّده تذكير الضمير في « شبهه ». وفي المطبوع : « هذه ».
(٦) « المباهلة » : الملاعنة ، وهو أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء ، فيقولوا : لعنة الله على الظالم منّا. النهاية ، ص ١٦٧ ( بهل ).
(٧) في « بر » : « فصم ». وفي « بف » : ـ / « وصم ».
(٨) « الجَبّان » و « الجبّانة » : الصحراء ، وتسمّى بهما المقابر لأنّها تكون في الصحراء ، تسمية للشيء بموضعه. لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٨٥ ( جبن ).
(٩) في الوافي : ـ / « يدك ».
(١٠) « الحُسبان » : الصاعقة. ويطلق أيضاً على العذاب والبلاء والشرّ. وفي مرآة العقول ، ج ١٢ ، ص ١٨٧ : « وقيل : الحسبان : عذاب الاستيصال ، والعذاب الأليم ما لم يكن سبباً للاستيصال ». راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣١٣ ( حسب ).
(١١) في « ز » : ـ / « و ».
(١٢) في مرآة العقول : « قوله : « فوالله » الظاهر أنّه من كلام أبي مسروق بتقدير « قال ». ويحتمل أن يكون كلامالإمام عليهالسلام. و « يجيبني إليه » أي يرضى أن يباهلني بمثل هذا ؛ لخوفهم على أنفسهم ، أو ظنّهم بأنّي على الحقّ ، كما امتنع نصارى نجران عن المباهلة لذلك ».