وَشَرِّ (١) مَا فِيهَا ، لَاتَجْعَلِ الدُّنْيَا عَلَيَّ (٢) سِجْناً ، وَلَافِرَاقَهَا عَلَيَّ حُزْناً ، أَخْرِجْنِي (٣) مِنْ فِتْنَتِهَا مَرْضِيّاً عَنِّي ، مَقْبُولاً فِيهَا عَمَلِي إِلى دَارِ الْحَيَوَانِ (٤) وَمَسَاكِنِ الْأَخْيَارِ ، وَأَبْدِلْنِي بِالدُّنْيَا الْفَانِيَةِ نَعِيمَ الدَّارِ الْبَاقِيَةِ ؛ اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَزْلِهَا (٥) وَزِلْزَالِهَا وَسَطَوَاتِ شَيَاطِينِهَا (٦) وَسَلَاطِينِهَا وَنَكَالِهَا (٧) ، وَمِنْ بَغْيِ (٨) مَنْ بَغى (٩) عَلَيَّ فِيهَا ؛ اللهُمَّ مَنْ كَادَنِي فَكِدْهُ ؛ وَمَنْ أَرَادَنِي فَأَرِدْهُ ، وَفُلَّ (١٠) عَنِّي حَدَّ (١١) مَنْ نَصَبَ لِي حَدَّهُ ، وَأَطْفِ (١٢) عَنِّي نَارَ مَنْ شَبَّ (١٣) لِي وَقُودَهُ (١٤) ، وَاكْفِنِي مَكْرَ الْمَكَرَةِ ، وَافْقَأْ (١٥) عَنِّي عُيُونَ الْكَفَرَةِ ، وَاكْفِنِي هَمَّ (١٦) مَنْ أَدْخَلَ عَلَيَّ هَمَّهُ ، وَادْفَعْ عَنِّي شَرَّ الْحَسَدَةِ (١٧) ، وَاعْصِمْنِي مِنْ ذلِكَ بِالسَّكِينَةِ ، وَأَلْبِسْنِي
__________________
(١) في شرح المازندراني ومرآة العقول : ـ / « شرّ ».
(٢) في « ب ، د ، ز ، بر ، بس ، بف » والوافي ومرآة العقول : « عليّ الدنيا ».
(٣) في حاشية « بر » : « أجرني ».
(٤) في « بر ، بف » والوافي : « « الخلود ». وفي حاشية « ج » : « الحياة ، الخلود » إشارة إلى النسختين. و « الحيوان » : الحياة. وقوله تعالى : ( وَإِنَّ الدّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ ) [ العنكبوت (٢٩) : ٦٤ ] أي ليس فيها إلاّحياة مستمرّة دائمةٌ خالدةٌ لا موتَ فيها ، فكأنّها في ذاتها حياة. مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ١١٥ ( حيا ).
(٥) « الأزل » بالفتح والسكون : الضيق والشدّة ، وبالكسر والسكون : الكذب والداهية. راجع : القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٢٧٢ ( أزل ).
(٦) في « ز » : « شيطانها ».
(٧) في حاشية « ج » : « وسكّانها ».
(٨) في « ب » : ـ / « من بغي ». وفي حاشية « بس » : « أبغى » بدل « من بغي ».
(٩) في « بف » : « أبغى ».
(١٠) في « ز ، ص » : « وقلّ ». و « الفَلَّة » : الثُّلْمَة في السيف. وجمعها : فُلول. النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٧٢ ( فلل ).
(١١) في مرآة العقول : « الحدّ : الحدّة والسورة ، وطرف السيف والسكّين ومثله. وحدَّدتُ السكّين : رققت حدّه ، وأحددته : جعلت له حدّاً. ففي الكلام استعارة مكنيّة وتخييليّة. وكذا الفقرة الآتية ».
(١٢) هو من تخفيف الهمزة بقلبها ياءً وحذفها. وأصلها : أطفئ.
(١٣) شبّ النارُ تَشِبّ : تَوَقّدت. ويتعدّى بالحركة فيقال : شببتُها أشُبّها : إذا ذكّيتَها. المصباح المنير ، ص ٣٠٢ ( شبّ ).
(١٤) في مرآة العقول : « ولمّا عرفت أنّ « شبّ » يأتي لازماً ومتعدّياً فيمكن أن يقرأ : « وقوده » ـ بفتح الواو ـ بالنصب وبالرفع. فتدبّر ».
(١٥) في « ز » : « واقفاً ».
(١٦) في « ز » : ـ / « همّ ».
(١٧) في « ز » : « الحسد ».