تم الجزء الثاني من كتاب الكافي ويتلوه بمشيئة الله وعونه الجزء الثالث وهو باب كراهية التوقيت « وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » والصلاة والسلام على محمد وآله أجمعين.
______________________________________________________
حتى رووا أن الصادق عليهالسلام لما حضرته الوفاة أوصى إلى يحيى وإلى موسى وإلى أم ولد ، فكان يلي أمر تركاته والأصاغر من ولده جاريا على أيديهم ، وهذا باطل لما عرفت من كيفية وصيته عليهالسلام وانحراف بني الحسن عن أئمتنا عليهمالسلام كان من أوضح الواضحات ، وإنما وضعوا ذلك تقوية لأمرهم.
وقال مؤلف كتاب عمدة الطالب : يحيى صاحب الديلم ابن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام قد هرب إلى بلاد الديلم وظهر هناك واجتمع عليه الناس وبائعه أهل تلك الأعمال وعظم أمره وخاف الرشيد لذلك وأهمه وانزعج منه غاية الانزعاج ، فكتب إلى الفضل بن يحيى البرمكي أن يحيى بن عبد الله قذاة في عيني فأعطه ما شاء واكفني أمره ، فسار إليه الفضل في جيش كثيف وأرسل إليه بالرفق والتحذير والترهيب ، فرغب يحيى في الأمان ، فكتب له الفضل أمانا مؤكدا وأخذ يحيى وجاء به إلى الرشيد ، ويقال : إنه صار إلى الديلم مستجيرا فباعه صاحب الديلم من الفضل بن يحيى بمائة ألف درهم ، ومضى يحيى إلى المدينة فأقام بها إلى سعي عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير إلى الرشيد إلى آخر ما رواه في ذلك.
وروى أبو الفرج في المقاتل بأسانيد عن جماعة أنهم قالوا : إن يحيى بن عبد الله ابن الحسن لما قتل أصحاب فخ كان في فلهم فاستتر مدة يجول في البلدان ويطلب موضعا يلجأ إليه ، وعلم الفضل بن يحيى بمكانه في بعض النواحي فأمره بالانتقال عنه وقصد الديلم ، وكتب له منشورا لا يعرض له أحد ، فمضى متنكرا حتى ورد الديلم وبلغ الرشيد خبره وهو في بعض الطريق ، فولى الفضل بن يحيى نواحي المشرق وأمره بالخروج إلى يحيى ، فلما علم الفضل بمكان يحيى كتب إليه إني أريد