______________________________________________________
أن أحدث بك عهدا وأخشى أن تبتلي بي وأبتلي بك ، فكاتب صاحب الديلم فإني قد كاتبته لك لتدخل إلى بلاده فتمتنع به ففعل ذلك يحيى ، وكان قد صحبه جماعة من أهل الكوفة وفيهم الحسن بن صالح بن حر كان يذهب مذهب الزيدية في تفضيل أبي بكر وعمر وعثمان في ست سنين من إمارته ، وتكفيره في باقي عمره ، ويشرب النبيذ ويمسح على الخفين ، فكان يخالف يحيى في أمره ويفسد أصحابه فحصل بينهما بذلك تنافر ، وولى الرشيد الفضل بن يحيى جميع كور المشرق وخراسان وأمره بقصد يحيى والجد به وبذل الأمان له والصلة إن قبل ذلك فمضى الفضل فيمن ندب معه وراسل يحيى بن عبد الله فأجابه إلى قبوله لما رأى من تفرق أصحابه وسوء رأيهم فيه وكثرة خلافهم عليه ، إلا أن لم يرض الشرائط التي شرطت له ولا الشهود الذين شهدوا ، وبعث بالكتاب إلى الفضل ، فبعث به إلى الرشيد فكتب له على ما أراد وأشهد له من التمس.
قالوا : فلما جاء الفضل إلى بلاد الديلم قال يحيى : اللهم اشكر لي إخافتي قلوب الظالمين ، اللهم إن تقض لنا النصرة فإنما نريد إعزاز دينك ، وإن تقض لهم النصر فبما تختار لأوليائك وأبناء أوليائك من كريم المآب وسني الثواب ، فبلغ ذلك الفضل فقال : يدعو الله أن يرزقه السلامة فقد رزقها ، قالوا : فلما ورد كتاب الرشيد على الفضل وقد كتب الأمان على ما رسم يحيى وأشهد الشهود الذين التمسهم ، وجعل الأمان على نسختين إحداهما مع يحيى والأخرى معه ، ثم شخص يحيى مع الفضل حتى وافى بغداد ودخلها معادله في عمارية على بغل ، فلما قدم يحيى أجازه الرشيد بجوائز سنية يقال إن مبلغها مائتا ألف دينار وغير ذلك من الخلع والحملان.
فأقام على ذلك مدة وفي نفسه الحيلة على يحيى والتتبع له وطلب العلل عليه وعلى أصحابه حتى أخذ رجلا يقال له فضالة ، بلغه أنه يدعو إلى يحيى فحبسه ، ثم دعا به فأمره أن يكتب إلى يحيى بأنه قد أجابه جماعة من القواد وأصحاب