______________________________________________________
الرشيد ، ففعل ذلك ووجه الرسول إلى يحيى فقبض عليه وجاء به إلى يحيى بن خالد فقال له : هذا جاءني بكتاب لا أعرفه ودفع الكتاب إليه وطابت نفس الرشيد بذلك ، وحبس فضالة فقيل له : إنك تظلمه في حبسك إياه ، فقال : أنا أعلم ذلك ولكن لا يخرج وأنا حي أبدا قال فضالة : ولا والله ما ظلمني لقد كنت عهدت إلى يحيى إن جاءه مني كتاب أن لا يقبله وأن يدفع الرسول إلى السلطان وعلمت أنه سيحتال عليه بي.
قالوا : فلما تبين يحيى بن عبد الله ما يراد به استأذن في الحج فأذن له ، وفي رواية أخرى أنه لم يستأذن للحج ولكنه قال للفضل ذات يوم : اتق الله في دمي واحذر أن يكون محمد صلىاللهعليهوآله خصمك غدا في فرق له وأطلقه ، وكان على الفضل عين للرشيد فذكر ذلك له فدعا بالفضل فقال : ما خبر يحيى بن عبد الله؟ قال : في موضعه عندي مقيم ، قال : وحياتي؟ قال : وحياتك إني أطلقته ، سألني برحمة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فرققت له ، قال : أحسنت قد كان عزمي أن أخلي سبيله ، فلما خرج أتبعه طرفه وقال : قتلني الله إن لم أقتلك.
قالوا : ثم إن نفرا من أهل الحجاز تحالفوا على السعاية بيحيى بن عبد الله والشهادة عليه بأنه يدعو إلى نفسه وأمانه منتقض ، فوافق ، ذلك لما كان في نفس الرشيد له ، وهم عبد الله بن مصعب الزبيري ، وأبو البختري وهب بن وهب ، ورجل من بني زهرة ، ورجل من بني مخزوم ، فوافوا الرشيد لذلك واحتالوا إلى أن أمكنهم ذكرهم له ، وأشخصه الرشيد إليه وحبسه عند مسرور الكبير في سرداب ، فكان في أكثر الأيام يدعو به ويناظره إلى أن مات في حبسه رضوان الله عليه.
واختلف الناس في أمره وكيف كانت وفاته ، فقيل : إنه دعاه يوما وجمع بينه وبين عبد الله بن مصعب ليناظره فيما رفع إليه ، فجبهه ابن مصعب بحضرة الرشيد وقال : نعم يا أمير المؤمنين إن هذا دعاني إلى بيعته فقال له يحيى : يا أمير المؤمنين