أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم وليسبقن سباقون كانوا قصروا وليقصرن
______________________________________________________
وانحطاط المؤمنين ، وهو المراد بقوله : حتى يصير أسفلكم أعلاكم ، وقيل : لفظ الغربلة مستعار لالتقاط آحادهم بالقتل والأذى كما فعلوا بكثير من الصحابة والتابعين.
وفي نهج البلاغة وما سيأتي في الروضة بعد ذلك ولتساطن سوط القدر حتى يعود ، والسوط الخلط وساط القدر بالمسوط والمسواط وهو خشبة يحرك بها ما فيها ليختلط ، والمراد إما الاضطراب بالفتن حتى يصير الأسفل بحسب الدين في نظر الناس أعلى وبالعكس أو تصير الفتن سببا لأن يصير العزيز في الدين ذليلا في الدنيا وبالعكس.
وقيل : أشار به إلى ما يفعله بنو أمية من خلط بعضهم ببعض ، ورفع أراذلهم وحط أكابرهم كما يفعل بالقدر سائطها.
« وليسبقن سباقون » وفي النهج : سابقون ، الظاهر أن المراد بمن قصر ثم سبق ، الذين قعدوا عن نصرته عليهالسلام بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله ومالوا إلى غيره أو شكوا في أمره ممن كان لهم سوابق في الإسلام أو غيرهم ، ثم هداهم الله إلى المحجة البيضاء ونصروه في حروبه وأطاعوه في أوامره ونواهيه ، فتسميتهم سباقين بالنظر إلى السابق أو لما يؤول إليه الحال ، وبالطائفة الثانية من أبطل سوابقه في الإسلام للتقصير في أمره كطلحة والزبر وأشباههما ، فإنه كانت لهم سوابق في زمن الرسول صلىاللهعليهوآله وبعده أيضا كانوا مائلين إلى أهل البيت عليهمالسلام لبعض الأغراض ، ثم رجعوا في زمانه عليهالسلام لعدم حصول أمانيهم.
ويحتمل أن يراد كل من انقلب حاله في الأزمنة المستقبلة لتقلب الأحوال ، وقيل : إشارة إلى سبق من كان قاصرا في أول الإسلام عن الخلافة والإمارة في آخر الزمان إليها ، وتقصير من سبق إليها عن بلوغها ، ولا يخفى بعده.
وقرأ بعضهم قصروا وسبقوا على بناء المجهول من التفعيل ، وكذا يسبقن ويقصرن على المجهول من التفعيل من سبقه إذا عده سابقا ، وقصره إذا عده قاصرا.