حجته عنهم طرفة عين ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس.
٢ ـ الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن علي بن مرداس ، عن صفوان بن يحيى والحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن عمار الساباطي قال قلت لأبي عبد الله عليهالسلام أيما أفضل العبادة في السر مع الإمام منكم المستتر في
______________________________________________________
على الأعداء لا الأولياء ، وأما بالنسبة إلى الأولياء فالغيبة رحمة لهم لأن الله يعلم أنهم لا يرتابون وثوابهم على طاعتهم في الغيبة أكثر فإذا لم يكونوا مغضوبين فينبغي أن يكونوا راجين لرحمة الله ، وأعظم رحمات الله عليهم أن يظهر لهم الإمام ، حيث علم صلاحهم في ذلك.
الثالث : أن يكون المراد بالفرج أعم من لقاء الله وثوابه ، أو ظهور الإمام ، فالتعليل ظاهر بناء على الحصر المستفاد من الكلام.
الرابع : أن يكون المراد بالفرج الخلاص من شر الأعادي ، أعم من أن يكون بظهور الإمام أو بابتلاء المخالفين بما يشغلهم عنهم ، أو بغلبة الشيعة عليهم ، فالتعليل واضح لأنه إذا اشتد غضب الله عليهم فسوف يبتليهم ببلايا وآفات يندفع بها ضررهم عن الشيعة ، أو يظهر إمامهم فينتقم لهم منهم.
ثم اعلم أن شدة الغضب عليهم لأنهم صاروا سببا لغيبة الإمام عليهالسلام بسوء سيرتهم وقبح سريرتهم « ولا يكون ذلك » أي ظهور الإمام إلا إذا فسد الزمان غاية الفساد كما ورد في أخبار كثيرة أنه يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا ، ويحتمل أن يكون ذلك إشارة إلى أن الغضب في الغيبة مختص بالشرار تأكيدا لما مر والأول أظهر.
الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.
« أيما أفضل » أيما مركب من أي الاستفهام ، وما معرفة تامة بمعنى الشيء أو نكرة تامة بمعنى الشيء ، وأفضل خبر ، والعبادة أيضا مبتدأ بتقدير الاستفهام ، وخبره محذوف وهو أفضل ، ولعل المراد بالإمام المستتر هنا من كان في التقية ولم يكن