قال أين قول الله عز وجل : « فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ » (١) قال هم في عذر ما داموا في الطلب
______________________________________________________
العلم بالتعيين ، وأن لا يكفي العلم بوجود إمام بعده مجملا ، هذا مع القدرة وأما مع عدمها فيكفي ذلك كما فعل زرارة رضياللهعنه ، وكذا لو مات في الطلب أو الانتظار ، وبذلك يخرجون عن كون موتهم ميتة جاهلية ، ثم هذا مع العلم بعدم خلو العصر من الإمام ظاهر ، وأما مع عدم العلم بذلك ووجوب الطلب وعدم تمام الحجة عليه في ذلك فمشكل.
وأما قوله سبحانه : « فَلَوْ لا نَفَرَ » فقال الطبرسي قدسسره : اختلف في معناه على وجوه :
أحدها : أن معناه فهلا خرج إلى الغزو من كل قبيلة جماعة ويبقى مع النبي جماعة ليتفقهوا في الدين ، يعني الفرقة القاعدين يتعلمون القرآن والسنن والفرائض والأحكام ، فإذا رجعت السرايا وقد نزل بعدهم قرآن وتعلمه القاعدون قالوا لهم إذا رجعوا إليهم إن الله قد أنزل بعدكم على نبيكم قرآنا وقد تعلمناه فيتعلمه السرايا ، فذلك قوله : « وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ » أي وليعلموهم القرآن « لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ » فلا يعملون بخلافه عن ابن عباس وغيره ، وقال الباقر عليهالسلام : كان هذا حين كثر الناس فأمرهم الله أن تنفر منهم طائفة للتفقه ، ويكون الغزو نوبا.
وثانيها : أن التفقه والإنذار يرجعان إلى الفرقة النافرة ، وحثها الله على التفقه لترجع إلى المتخلفة فتحذرها ، فمعنى ليتفقهوا في الدين ليتبصروا ويتيقنوا بما يريهم الله عز وجل من الظهور على المشركين ونصرة الدين ، ولينذروا قومهم من الكفار إذا رجعوا إليهم من الجهاد ، فيخبرونهم بنصر الله النبي والمؤمنين ، ويخبرونهم أنهم لا يدان لهم بقتال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والمؤمنين « لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ » أن يقاتلوا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فينزل بهم ما نزل بأصحابهم من الكفار.
__________________
(١) سورة التوبة : ١٢٣.