مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ » (١) قلت فبلغ البلد بعضهم فوجدك مغلقا عليك بابك ومرخى عليك سترك لا تدعوهم إلى نفسك ولا يكون من يدلهم عليك فبما يعرفون ذلك قال بكتاب الله المنزل قلت فيقول الله جل وعز كيف قال أراك قد تكلمت في هذا قبل اليوم قلت أجل قال فذكر
______________________________________________________
الطبرسي رحمهالله : أخبر سبحانه أن من خرج من بلده مهاجرا من أرض الشرك فارا بدينه إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت قبل بلوغه دار الهجرة وأرض الإسلام فقد وقع أجره على الله ، أي ثواب عمله وجزاء هجرته على الله.
قال وروى العياشي بإسناده عن محمد بن أبي عمير قال : وجه زرارة بن أعين ابنه عبيدا إلى المدينة يستخبر له خبر أبي الحسن موسى بن جعفر وعبد الله ، فمات قبل أن يرجع إليه عبيدا ابنه ، قال محمد بن أبي عمير : حدثني محمد بن حكيم قال : ذكرت لأبي الحسن عليهالسلام في زرارة وتوجيهه عبيدا ابنه إلى المدينة فقال : إني لأرجو أن يكون زرارة ممن قال الله فيهم : « وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً » الآية.
وإرخاء الستر إسداله كناية عن الاختفاء في البيت وعدم إذن الدخول للناس تقية « بكتاب الله المنزل » أي بالآيات الدالة على إمامة أمير المؤمنين صلوات الله عليه والآيات الدالة علي وجوب عصمة الإمام ، ثم نص كل منهم على من بعده ، ووصية الإمام السابق إلى اللاحق ، أو بالآيات الدالة على أن الله لا يكلف حتى يتم الحجة على الناس ، كقوله « وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا » (٢) وقوله « لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِ » (٣) ، وقوله : « وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ » (٤) وأمثالها.
والأول أظهر ، لقوله : « قلت : فيقول الله جل وعز كيف » أي كيف يقول الله ما يعرفون به الإمام « قال أراك » أي قال عليهالسلام اعلم أنك قد كلمتني وسائلتني عن هذا
__________________
(١) سورة النساء : ١٠١.
(٢) سورة العنكبوت : ٦٩.
(٣) سورة البقرة : ٢٥٦.
(٤) سورة التوبة : ١١٥.