______________________________________________________
الإمام لطف سواء تصرف أو لم يتصرف كما نقل عن أمير المؤمنين عليهالسلام من الكلام المذكور ، وتصرفه الظاهر لطف آخر.
وتوضيحه ما أورده الشيخ البهائي قدسسره في شرح الأربعين : حيث قال : استقامة ما دل عليه هذا الحديث من عدم خلو الأرض من إمام موصوف بتلك الصفات ، وكذا ما يفيده الحديث المتفق عليه بين الخاصة والعامة من قوله : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ، ظاهرة على ما ذهب إليه الإمامية من أن إمام زماننا هذا هو مولانا الإمام الحجة بن الحسن المهدي عليهالسلام ، ومخالفوهم من أهل السنة يشنعون عليهم بأنه إذا لم يمكن التوصل إليه ولا أخذ المسائل الدينية عنه فأي ثمرة تترتب على مجرد معرفته حتى يكون من مات وليس عارفا به فقد مات ميتة جاهلية ، والإمامية يقولون : ليست الثمرة منحصرة في مشاهدته وأخذ المسائل عنه ، بل نفس التصديق بوجوده عليهالسلام وأنه خليفة الله في الأرض أمر مطلوب لذاته ، وركن من أركان الإيمان كتصديق من كان في عصر النبي صلىاللهعليهوآله بوجوده ونبوته.
وقد روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ذكر المهدي فقال : ذلك الذي يفتح الله عز وجل على يديه مشارق الأرض ومغاربها يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت فيها إلا من امتحن الله قلبه للإيمان ، قال جابر فقلت : يا رسول الله هل لشيعته انتفاع به في غيبته؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أي والله الذي بعثني بالحق إنهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن علاها السحاب.
ثم قالت الإمامية أن تشنيعكم علينا مقلوب عليكم ، لأنكم تذهبون إلى أن المراد بإمام الزمان في هذا الحديث صاحب الشوكة من ملوك الدنيا كائنا من كان ، عالما أو جاهلا عدلا أو فاسقا فأي ثمرة تترتب على معرفة الجاهل الفاسق ليكون من مات ولم يعرفه فقد مات ميتة جاهلية.