ولا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم بل أين هم وكم أولئك الأقلون عددا والأعظمون عند الله جل ذكره قدرا المتبعون لقادة الدين الأئمة الهادين.
______________________________________________________
ولما استشعر هذا بعض مخالفيهم ذهب إلى أن المراد بالإمام في هذا الحديث الكتاب ، وقالت الإمامية : أن إضافة الإمام إلى زمان ذلك الشخص يشعر بتبدل الأئمة في الأزمنة ، والقرآن العزيز لا تبدل له بحمد الله على مر الأزمان.
وأيضا فما المراد بمعرفة الكتاب التي إذا لم تكن حاصلة للإنسان مات ميتة جاهلية؟ إن أريد بها معرفة ألفاظه أو الاطلاع على معانيه أشكل الأمر على كثير من الناس ، وإن أريد مجرد التصديق بوجوده فلا وجه للتشنيع علينا إذا قلنا بمثله ، انتهى.
وأقول : قد بسط الكلام في ذلك السيد رضياللهعنه في الشافي وغيره وليست هذه التعليقة محل إيراده فليرجع إلى مظانه.
« ولا يضل أولياؤك » إشارة إلى قوله سبحانه : « وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ » (١) الآية كما مر آنفا. « بل أين هم وكم؟ » بل ، إضراب عما تتوهم من السابق من كثرة الأولياء « أين » استفهام لبيان الندرة جدا و « كم » بتقدير « هم » كذلك أيضا ، وما قيل : من أنه إشارة إلى قلة عدد الأئمة ومستوريتهم بسبب ظلم الأعادي فلا يخفى أنه لا يوافق ما بعده.
وفي النهج : وكم وذا وأين أولئك؟ أولئك والله الأقلون عددا والأعظمون قدرا ، بهم يحفظ الله حججه وبيناته حتى يودعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم ، إلخ ، فقوله عليهالسلام : وكم وذا إشارة إلى طول مدة الغيبة وتبرم من امتداد دولة الباطل ، وعلى هذه الرواية ، الظاهر أن أولئك راجع إلى الأئمة عليهمالسلام أو إليهم وإلى خواص أصحابهم.
« المتبعون لقادة الدين » القادة جمع القائد أي القائدين في الدين ، الذين
__________________
(١) سورة التوبة : ١١٥.