الذين يتأدبون بآدابهم وينهجون نهجهم فعند ذلك يهجم بهم العلم على حقيقة الإيمان
______________________________________________________
يقودون أتباعهم إلى الغاية القصوى من الكمال ، و « الأئمة » بدل أو بيان للقادة « الذين » نعت « المتبعون » وضمير آدابهم للقادة ، والتأدب قبول الأدب ، أي المتخلقون بأخلاقهم ، ولعل الاتباع في الأصول والتأدب في الأخلاق ، والنهج والمنهج الطريق الواضح ، يقال : نهجت الطريق أي سلكته ويقال أيضا نهجت الطريق أبنته وأوضحته ، وما هنا يحتملهما وإن كان الأول أظهر.
« فعند ذلك يهجم بهم العلم » يقال : هجم عليه كنصر أي دخل عليه بغتة ، وقيل : أي دخل عليه بغير إذن وهجم به وأهجمه أي أدخله ، والمعنى أطلعهم العلم بالأصول الدينية « على حقيقة الإيمان » أي الإيمان اليقيني الواقعي الثابت الذي لا يتغير ، أو ما يحق أن يسمى إيمانا ، وقيل : أي محضة بدون شائبة شك ، ويحتمل أن يراد بحقيقة الإيمان الدلائل التي يتحقق بها الإيمان والتصديق ، أو الأعمال والأفعال التي تدل على حصول الإيمان كما سيأتي في قوله عليهالسلام : لكل شيء حقيقة فما حقيقة يقينك؟
ويمكن أن يقال : التعبير بالهجوم لأن علومهم إلهامية أو حدسية ليس فيها من التدريج والتراخي ما في علوم غيرهم.
وقيل : الباء في « بهم » بمعنى على ، أي يدخل عليهم العلم على حقائق الإيمان.
أقول : على هذا يحتمل أن يكون على بمعنى الباء صلة للعلم ، أو تعليلية أو يكون حالا أي كائنين علي حقيقة الإيمان وقيل : أي يرد عليهم العلم ورودا من حيث لا يشعرون ، وفي النهج : هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة وباشروا روح اليقين واستلانوا ما استوعره المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالملأ الأعلى ، أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه ، آه آه شوقا إلى رؤيتهم.
وبرواية الصدوق : هجم بهم العلم على حقائق الأمور ، وقال الشيخ البهائي