القرابة بيننا وبينهم وقلوبهم تحن إلينا.
٢ ـ أحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمد بن شعيب ، عن عمران بن إسحاق الزعفراني ، عن محمد بن مروان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال سمعته يقول إن الله خلقنا من نور عظمته ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش فأسكن ذلك النور فيه فكنا نحن خلقا وبشرا نورانيين
______________________________________________________
الجوهري : الحنين : الشوق وتوقان النفس ، تقول منه حن إليه يحن حنينا فهو حان ، وفي البصائر : ومن أجل تلك القرابة بيننا وبينهم قلوبهم تحن ، وقيل : كان المراد بالعليين عالم الملكوت وما فوقه عالم الجبروت ، وبما دونه عالم الشهادة ، « فمن أجل ذلك » يعني من أجل أن أصل أجسادنا وأرواحهم واحد ، وإنما نسب أجسادهم إلى عليين لعدم علاقتهم عليهمالسلام إلى هذه الأبدان الحسية ، فكأنهم بعد في هذه الجلابيب قد نفضوها وتجردوا عنها.
الحديث الثاني : مجهول.
« إن الله خلقنا » أي أرواحنا ، والضمير لمحمد وأوصيائه صلوات الله عليهم « من نور عظمته » أي من نور يدل على كمال عظمته وقدرته « ثم صور خلقنا » الناظرون في الخبر فسروا تصوير الخلق بخلق الأبدان الأصلية ، والذي أظنه أن المراد به أنه خلق لهم أجسادا مثالية شبيهة بالأجساد الأصلية فهي صور خلقهم ومثاله ، فيدل على أن لهم عليهمالسلام أجسادا مثالية قبل تعلق أرواحهم المقدسة بأجسادهم المطهرة وبعد مفارقتها إياها بل معها أيضا كما أن لنا بعد موتنا أجسادا مثالية تتعلق بها أرواحنا كما سيأتي في كتاب الجنائز ، وبه ينحل كثير من الشبه الواردة على الأخبار.
ويدل عليه قوله : فكنا خلقا وبشرا نورانيين فالخلق للروح والبشر للجسد المثالي فإنه في صورة البشر ، وكونهما نورانيين بناء على كونهما جسمين لطيفين منورين من عالم الملكوت ، بناء على كون الروح جسما وعلى القول بتجرده