٣ ـ محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم قال حدثني مالك بن عطية الأحمسي ، عن أبي حمزة الثمالي قال دخلت على علي بن الحسين عليهالسلام فاحتبست في الدار ساعة ثم دخلت البيت وهو يلتقط شيئا وأدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت فقلت جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقطه أي شيء هو فقال فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سيحا لأولادنا فقلت جعلت فداك
______________________________________________________
الحديث الثالث : صحيح « فاحتبست » على بناء المعلوم أو المجهول ، لأنه لازم ومتعد أي حبسوني في صحن الدار ساعة ثم جاءني الإذن في دخول البيت ، وكان الاحتباس كان لالتقاط الزغب « إذا خلونا » بتشديد اللام أي تركونا وذهبوا عنا أو بتخفيفها والواو الأصلية من الخلوة ، والمال واحد « نجعله سيحا » في أكثر النسخ بالياء المثناة التحتانية ، وقال الجوهري : السيح ضرب من البرود ، والسيح عباءة وبرد مسيح ومسير أي مخطط ، وعباءة مسيحية ، وفي بعضها بالباء الموحدة جمع سبحة وبالضم وهي خرزات يسبح بها ، قيل : لعله أراد عليهالسلام بذلك جعلها منظومة في خيط كالخزرات التي يسبح بها ، وتعليقها على الأولاد للعوذة ، وذلك لأن اتخاذ التمائم والعوذات من الخرزات على هيئة السبحة كان متعارفا في سوالف الأزمنة كما هو اليوم ، وربما تسمى سبحة وإن لم يسبح بها ، انتهى.
وأقول : في بصائر الدرجات سخابا لأولادنا في أخبار كثيرة ، والسخاب ككتاب خيط ينظم فيه خزر ويلبسه الصبيان والجواري ، وقيل : هو قلادة تتخذ من قرنفل ومسك ونحوه وليس فيها من اللؤلؤ والجوهر شيء ، كذا ذكره الجزري.
ويؤيده ما رواه في البصائر أيضا عن مفضل بن عمر قال : دخلت على أبي عبد الله فبينا أنا جالس عنده إذ أقبل موسى ابنه وفي رقبته قلادة فيها ريش غلاظ ، فدعوت به فقبلته وضممته إلى ، ثم قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك أي شيء هذا الذي في رقبة موسى؟ فقال : هذا من أجنحة الملائكة ، قال : فقلت : وإنها لتأتيكم؟ قال : نعم