كالغنم لا راعي لها فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال لي يا أبا عبيدة من إمامك فقلت أئمتي آل محمد فقال هلكت وأهلكت أما سمعت أنا وأنت أبا جعفر عليهالسلام يقول من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية فقلت بلى لعمري ولقد كان قبل ذلك بثلاث أو نحوها دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فرزق الله المعرفة فقلت لأبي عبد الله عليهالسلام إن سالما قال لي كذا وكذا قال فقال يا أبا عبيدة إنه لا يموت
______________________________________________________
زمانه ، وربما يحمل حين قبض على أن المعنى حين أشرف على قبض روحه ، ولعل ما ذكرنا أقرب « نتردد » أي لمعرفة الإمام « فلقينا » على صيغة الغائب أو المتكلم ، وسالم زيدي بتري لعنه الصادق وكذبه وكفره ، وكأنه كان يريد أن يدعو أبا عبيدة إلى زيد ، ويمكن أن يكون هذا قبل ضلالته لأنه كان لم يخرج زيد بعد « أئمتي آل محمد » الظاهر أن أبا عبيدة إنما قال ذلك للتقية أو لمصلحة ، لقوله « وقد كان قبل ذلك (١) » أي قبل مكالمة سالم « بثلاث » أي بثلاث ليال « دخلنا على أبي عبد الله عليهالسلام ورزق الله المعرفة (٢) » أي معرفته بالإمامة.
« فقلت » أي ثم دخلت بعد ذلك على أبي عبد الله فقلت له ، وقيل : ضمير كان لمعرفة الإمام وذلك إشارة إلى لقاء سالم وكلامه « ودخلنا » استئناف بياني وقال المحدث الأسترآبادي : المناسب ثم دخلنا ، وقال غيره : دخلنا على أبي عبد الله عليهالسلام كلام مستأنف ، ويحتمل أن يكون قد سقط من صدره كلمة ثم ، وأن يكون متعلقا بكنا زمان أبي جعفر حين قبض ، ويكون ما بينهما معترضا ، وقال آخر : أي وقد كان السماع قبل قبض أبي جعفر أو قبل لقاء سالم بثلاث سنين أو نحوها ، ودخلنا استئناف كأنه قيل : ما فعلت؟ فقال : دخلنا.
وأقول : لا يخفى بعد تلك الوجوه بالنظر إلى ما ذكرنا ، وفي البصائر : قلت : بل لعمري لقد كان ذاك ثم بعد ذلك ونحوها دخلنا ، فلا يحتاج إلى تكلف أصلا.
__________________
(١) وفي المتن « وقد كان ... ».
(٢) وفي المتن « دخلت على أبي عبد الله فرزق الله المعرفة ».