في منازلنا نزل الوحي ومن عندنا خرج العلم إليهم أفيرون أنهم علموا واهتدوا وجهلنا نحن وضللنا إن هذا لمحال.
______________________________________________________
الناس به وأشبههم خلقا وخلقا وطينة به ، وقد قال فيهم : إني مخلف فيكم الثقلين الخبر وغيره.
« لم يأخذوا علمه ونحن » أي أنا وآبائي وذريتي وهو مبتدأ خبره « أهل بيته ».
« في منازلنا » استئناف بياني والمقصود أنا أعلم بما نزل في منازلنا « أفيرون » استفهام توبيخي « لمحال » بضم الميم اسم مفعول من باب الأفعال أي لممتنع.
قال السيد بن طاوس رضياللهعنه في كتاب الطرائف : قال ابن الخطيب وهو أعلم علماء الأشعرية في كتاب الأربعين في بيان أن عليا عليهالسلام أعلم الصحابة : أن عليا كان في أصل الخلقة في غاية الذكاء والفطنة والاستعداد للعلم ، وكان محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل الفضلاء وأعلم العلماء وكان علي عليهالسلام في غاية الحرص في طلب العلم ، وكان محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم في غاية الحرص في تربيته وإرشاده إلى اكتساب الفضائل.
ثم إن عليا عليهالسلام ربي في صغره في حجر محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفي كبره صار ختنا له وكان يدخل إليه في كل الأوقات ، ومن المعلوم أن التلميذ إذا كان في غاية الذكاء والحرص في التعلم وكان الأستاد في غاية الفضل وفي غاية الحرص على التعليم ، ثم اتفق لمثل هذا التلميذ أن يتصل بخدمة هذا الأستاد من زمان الصغر وكان ذلك الاتصال بخدمته حاصلا في كل الأوقات ، فإنه يبلغ ذلك التلميذ مبلغا عظيما وهذا بيان إجمالي في أن عليا عليهالسلام كان أعلم الصحابة ، فأما أبو بكر فإنه إنما اتصل بخدمته في زمان الكبر ، وأيضا ما كان يصل إلى خدمته في اليوم والليلة إلا مرة واحدة زمانا يسيرا ، وأما علي فإنه اتصل بخدمته في زمان الصغر ، وقد قيل : العلم في الصغر كالنقش في الحجر ، والعلم في الكبر كالنقش في المدر ، فثبت لما ذكرنا أن عليا عليهالسلام كان أعلم من أبي بكر ، انتهى.