محمد وآله وذريته عليهمالسلام ومن نور خلق الله منه محمدا وذريته وصنعهم بفضل رحمته التي صنع منها محمدا وذريته فبلغنا عن الله ما أمرنا بتبليغه فقبلوه واحتملوا ذلك فبلغهم ذلك عنا فقبلوه واحتملوه وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا فلو لا أنهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك لا والله ما احتملوه ثم قال إن الله خلق أقواما لجهنم والنار فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم واشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به وقالوا « ساحِرٌ كَذَّابٌ فطَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ ».
______________________________________________________
وقيل هذا الكلام إخبار عما وقع متصلا بوفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من انحراف جميع الناس من الحق إلى الباطل إلا نادرا كالمعدوم « وأقواما » عبارة عن الشيعة الذين آمنوا بأهل البيت عليهمالسلام بعد قتل عثمان وكثروا.
وأقول : يمكن أن يقول ضمير عندنا للأئمة عليهمالسلام ، والأربعة الذين كانوا مؤمنين ولم يرتدوا كانوا من أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والكاملون من أصحاب أمير المؤمنين وسائر الأئمة عليهمالسلام خلقوا بعد ذلك.
قوله عليهالسلام فبلغهم ذلك عنا ، أي بواسطة الرواة الثقات كما في البعداء في زمان حضور الإمام ، وكما في جميع الشيعة في زمان غيبته ، وقيل : هو مطاوع بلغنا ذكر للتأكيد.
« لا والله ما احتملوه » تأكيد لقوله : ما كانوا كذلك « لجهنم » اللام للعاقبة كما قالوا في قوله تعالى : « وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ » (١).
« كما بلغناهم » أي كما بلغنا الأولين لم يكن تفاوت بينهما ، وقيل : الضمير لأهل جهنم أي لم تقصر في التبليغ المأمور به وهو بعيد ، وفي الكلام حذف يعني فبلغناهم فما قبلوه.
__________________
(١) سورة الأعراف : ١٧٩.