علي بن أبي طالب وشهد عليه بالكفر أو جهمي يقول إنما هي معرفة الله وحده
______________________________________________________
ومنهم الصالحية أصحاب صالح بن عمرو قال : الإيمان هو المعرفة بالله على الإطلاق ، وزعم أن معرفة الله هي المحبة والخضوع له ، ويصح ذلك مع جحد الرسول وزعم أن الصلاة ليست بعبادة الله تعالى ، وأنه لا عبادة له إلا الإيمان به وهو معرفته وهو خصلة واحدة لا يزيد ولا ينقص ، وكذلك الكفر خصلة واحدة لا يزيد ولا ينقص ، انتهى ملخص كلامه.
وأما القدري فقد عرفت أنه يطلق على الجبرية وعلى التفويضية الذين قالوا إنه ليس لله تعالى وقضاؤه وقدره مدخل في أعمال العباد ، بل قال بعضهم : أنه لا يقدر الله تعالى على التصرف في أعمالهم وهذا الأخير هو مراد القائل ، فإنهم عزلوا الرب تعالى عن ملكه ، وقالوا : لا يكون ما شاء الله ، فنفوا أن يكون لله سبحانه مشية وإرادة وتدبير وتصرف في أفعال العباد ، وأثبتوا ذلك لإبليس.
والحرورية الخوارج أو فرقة منهم ، منسوبة إلى حروراء بالمد والقصر وفتح الحاء فيهما ، وهي قرية قريبة من الكوفة ، كان أول اجتماعهم وتحكيمهم فيها ، وإنما سموا بذلك لأنهم لما رجعوا عن صفين وأنكروا التحكيم نزلوا بحروراء وتؤامروا فيها على قتال علي عليهالسلام فسموا حرورية.
قال المطرزي رجل جهم الوجه عبوس ، وبه سمي جهم بن صفوان المنسوب إليه الجهمية وهي فرقة شايعة على مذهبه ، وهو صاحب القول بأن الجنة والنار تفنيان ، وأن الإيمان هو المعرفة فقط دون الإقرار ودون سائر الطاعات ، وأنه لا فعل لأحد على الحقيقة إلا لله وأن العباد فيما ينسب إليهم من الأفعال كالشجر تحركها الريح ، فالإنسان لا يقدر على شيء إنما هو مجبور في أفعاله لا قدرة له ولا إرادة ولا اختيار ، انتهى.
وقال صاحب الملل : الجهمية أصحاب جهم بن صفوان وهو من الجبرية الخالصة ، وافق المعتزلة في نفي الصفات الأزلية وزاد عليهم بأشياء ، منها قوله : لا يجوز