الفقير بفقري ولا يطغي الغني غناه.
٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن المعلى بن خنيس قال قلت لأبي عبد الله عليهالسلام يوما جعلت فداك ذكرت آل فلان وما هم فيه من النعيم فقلت لو كان هذا إليكم لعشنا معكم فقال هيهات يا معلى أما والله أن لو كان ذاك ما كان إلا سياسة الليل وسياحة النهار ولبس الخشن وأكل
______________________________________________________
للإشارة إلى أنه مخصوص به عليهالسلام في مطمعه وهو اسم مكان أو مصدر ، والحاصل في أكله أو في كيفية أكله أو في طعامه ، وقس عليه جارية ، وقيل : في نفسي ، أي في ارتكاب أموري المتعلقة بكسب المعاش وضبط المملكة ونحوهما ، بأن لا أكون كالمتكبرين المترفين الذين يخدمهم الخدمة في كل أمورهم أو أكثرها « كضعفاء الناس » أي كالذين لا مال لهم « كي يقتدي الفقير » أي يسلك مسلك الفقراء اقتداء بي أو هو كناية عن الرضا بالفقر.
والحاصل أن الفقير لما رأى إمامه قد رضي بالدون من المعيشة ، رضي بفقره ، وكذا الغني إذا رآه فقيرا لم يطغه غناه ، وعلم أنه لو كان في الغناء خيرا لكان الإمام أولى به.
الحديث الثاني : مختلف فيه.
« آل فلان » هم بنو العباس « لعشنا » أي لتنعمنا « معكم » أي مع تنعمكم « والله أن لو كان » أن زائدة لربط جواب القسم بالقسم ، وكان تامة « إلا سياسة الليل » أي سياسة الناس وحراستهم عن الشر بالليل أو سهر الليل ومحافظته مجازا ، وقيل : هي رياضة النفس فيها بالاهتمام لأمور الناس وتدبير معاشهم ومعادهم مضافا إلى العبادات البدنية لله ، وفي النهاية : السياسة القيام على الشيء بما يصلحه.
« وسياحة النهار » رياضة النفس فيه بالدعوة والجهاد والسعي في حوائج المؤمنين ابتغاء مرضات الله ، وقيل : الصوم ، ولا يخفى عدم الاختصاص بهذا الزمان وإن ورد بهذا المعنى ، قال في النهاية : فيه لا سياحة في الإسلام ، يقال : ساح في الأرض