فقال لي وما ينكر من ذلك هذه الأمة أشباه الخنازيرإن إخوة يوسف عليهالسلام كانوا أسباطا أولاد الأنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وخاطبوه وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال « أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي » فما تنكر هذه الأمة الملعونة
______________________________________________________
أي حياته مع دعوى الخصوم هلاكه ، أو غيبته عن وطنه على سبيل منع الخلو ، وفي النعماني : فكأنك تخبرنا بغيبته أو حيرة ، وفي إكمال الدين : كأنك تذكر غيبة أو حيرة ، فالظاهر أنه كان حيرته بدل حياته أي تحيره في أمره ، وانغلاق الأمور عليه حتى فرج الله عنه ، وما للاستفهام التعجبي ومفعول تنكر و « أشباه » مرفوع نعت لهذه الأمة ، أو منصوب على الذم نحو « حمّالة الحطب » (١) والأسباط جمع السبط بالكسر وهو ولد الولد أي كانوا أولاد أولاد الأنبياء ، وولد النبي أيضا ، والسبط أيضا الأمة أي كانوا جماعة كثيرة من أولاد الأنبياء وذوي العقول والأحلام الرزينة اشتبه عليهم أمر أخيهم بقدرة الله تعالى قال في النهاية : فيه : الحسين سبط من الأسباط ، أي أمة من الأمم ، في الخبر : والأسباط في أولاد إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهالسلام بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل واحدهم سبط فهو واقع على الأمة والأمة واقعة عليه ، وقيل : الأسباط خاصة الأولاد ، وقيل : أولاد الأولاد ، وقيل : أولاد البنات ، انتهى.
فيحتمل أن يكون أولاد الأنبياء بيانا للأسباط ، وفي النعماني : فما ينكر هذا الخلق الملعون أشباه الخنازير من ذلك أن إخوة يوسف كانوا عقلاء ألباء أسباطا أولاد الأنبياء دخلوا عليه فكلموه وخاطبوه وتأجروه ورادوه وكانوا إخوته ، وهو أخوهم لم يعرفوه حتى عرفهم نفسه وقال لهم قوله.
« وبايعوه » تأكيد لقوله : تأجروه ، وقيل : إشارة إلى معاهدتهم معه في أن يأتوا بأخيه من أمه وأبيه « وهم إخوته » جملة حالية « فما تنكر » في إكمال الدين : فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يكون الله عز وجل في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجته لقد كان
__________________
(١) سورة تبت : ٤.