نعم كما أنه مخلوق وأنى لك بهذا الأمر يا أصبغ أولئك خيار هذه الأمة مع خيار أبرار هذه العترة فقلت ثم ما يكون بعد ذلك فقال ثم « يَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ » فإن له بداءات وإرادات وغايات ونهايات.
______________________________________________________
ونقل المحدث الأسترآبادي ( ره) أن المراد أن آحاد مدة الغيبة هذا القدر ، فيكون ظهوره في السابع ليوافق الأحاديث الدالة على أن ظهوره في فرد السنين ، ( انتهى ).
« كما أنه » أي هذا الأمر وهو الغيبة « مخلوق » أي مقدر أو الضمير راجع إلى المهدي عليهالسلام أي كما أن خلقه محتوم فكذا غيبته « وأنى لك بهذا الأمر » استفهام إنكار وهو بمعنى أين أو بمعنى كيف ، والباء زائدة نحو : « كَفى بِاللهِ شَهِيداً » (١) بقرينة « أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى » والحاصل أنك لا تدرك هذا الأمر « أولئك » أي أنصار القائم عليهالسلام أو رعيته الثابتون على القول بإمامته في غيبته « مع خيار أبرار هذه العترة » أي أشارف أولاد الرسول وخيارهم ، والجمعية لعلها إشارة إلى رجعة سائر الأئمة عليهماالسلام وفي غيبة الطوسي والإكمال ليس لفظ الخيار في الأخير وهو أظهر ، وقيل : خيار هذه الأمة إشارة إلى المؤمنين الراجعين في الرجعة ، وخيار الأبرار ، إلى الأحياء الذين ينصرون أبرار العترة.
« ثم ما يكون بعد ذلك » أي بعد وقوع الغيبة هل ترفع أم لا؟ « فإن له بداءات » أي يظهر من الله فيه عليهالسلام أمور بدائية في امتداد غيبته وزمان ظهوره ، ولا يظهر للخلق المحتوم من ذلك للمصالح الجليلة التي سيأتي ذكر بعضها « وإرادات » في الإظهار والإخفاء والغيبة والظهور « وغايات » أي علل ومنافع ومصالح في تلك الأمور ، « ونهايات » مختلفة لغيبته وظهوره بحسب ما يظهر للخلق من ذلك بسبب البداء ، وقد مر تحقيقه في محله.
__________________
(١) سورة النساء : ٧٩.