وخمسين سنة.
______________________________________________________
ولادة القائم عليهالسلام وغيبته بأكثر من خمسين سنة بل قبل ولادة جده ، فكان سماعة إما زمن الجواد عليهالسلام أو زمن الرضا عليهالسلام ، فهذا الحديث مشتمل على الإعجاز بوجوه شتى فكيف يشك فيه ، وذلك لأن العبرتائي كانت ولادته سنة ثمانين ، ووفاته سنة سبع وستين ومائتين ، فيكون عمره عند وفاته سبعا وثمانين سنة ، فأدرك اثنتا عشرة سنة من عمره عليهالسلام ، وسبعا من أيام إمامته وكانت روايته لهذا الحديث في تلك السنين فاستشهد على حقية الخبر بصدور الأخبار بهذه الأمور فيها قبل وقوعها ، وهذه حجة قوية على حقية القائم عليهالسلام وإمامته وغيبته للإخبار بجميع ذلك قبل وقوعها.
قال الشيخ أمين الدين الطبرسي قدسسره في إعلام الورى ، بعد ما أورد أخبارا كثيرة في النص على الاثني عشر والنص على القائم عليهمالسلام خصوصا ما هذا لفظه : يدل على إمامته عليهالسلام ما أثبتناها من أخبار النصوص وهي على ثلاثة أوجه : أحدهما : النص على عدد الأئمة الاثني عشر ، والثاني النص عليه من جهة أبيه خاصة ، الثالث : النص عليه بذكر غيبته وصفتها التي يختصها ، ووقوعها على الحد المذكور من غير اختلاف حتى لم يخرم منه شيئا ، وليس يجوز في العادات أن يولد جماعة كثيرة كذبا يكون عن كائن فيتفق ذلك على حسب ما وصفوه ، وإذا كانت أخبار الغيبة قد سبقت زمان الحجة بل زمان أبيه وجده حتى تعلقت الكيسانية بها في إمامة ابن الحنفية والناووسية والمطمورية في أبي عبد الله وأبي الحسن موسى عليهماالسلام ، وذكرها المحدثون من الشيعة في أصولهم المؤلفة في أيام السيدين الباقر والصادق عليهماالسلام ، وآثروهما عن النبي والأئمة عليهمالسلام واحدا بعد واحد صح بذلك القول في إمامة صاحب الزمان عليهالسلام لوجود هذه الصفة له ، والغيبة المذكورة ودلائله وأعلام إمامته ، وليس يمكن أحدا دفع ذلك.
ومن جملة ثقات المحدثين والمصنفين من الشيعة الحسن بن محبوب الزراد وقد صنف كتاب المشيخة الذي هو في أصول الشيعة أشهر من كتاب المزني وأمثاله قبل