دعوى فلا يكسرنك ذلك عنه ومن الأبواب التي يخدع الناس بها الطعام والشراب والعسل والدهن وأن يخالي الرجل فلا تأكل له طعاما ولا تشرب له شرابا ولا تمس له عسلا ولا دهنا ولا تخل معه واحذر هذا كله منه وانطلق على بركة الله فإذا رأيته فاقرأ آية السخرة وتعوذ بالله من كيده وكيد الشيطان فإذا جلست إليه فلا تمكنه
______________________________________________________
والكهانة ، والظرف صلة تمتنع « وأن تحاجه » عطف على تمتنع ، وما قيل : إنه عطف على ذلك أي أوثق من أن تمتنع من أن تحاجه فكأنه جعل « من ذلك » متعلقا بأوثق ، ومن صلة للتفضيل ، وذلك راجعا إلى الذهاب إليه عليهالسلام أو مبهما يفسره أن تحاجه ولا يخفى بعده « حتى تقفه » من الوقف بمعنى الحبس أي تجسه وتوقفه على أمر معلوم من الصلح أو القتال ، وقيل : يريدان به كون الحق معهما لا معه ، وقيل : هو من الوقف بمعنى الإيقاف ، أي تقيمه فيرجع إلى الأول وفي بعض النسخ بتقديم الفاء على القاف فهو من الفقه بمعنى العلم ، وتعديته بعلى لتضمين معنى الاطلاع ، أو يقرأ على بناء التفعل بحذف إحدى التائين. والتضمين كما مر.
والدعوى تميز غير منون قال في المغرب : الدعوى اسم من الادعاء وألفها للتأنيث فلا تنون انتهى « فلا يكسرنك ذلك » أي الدعوى بتأويل المذكور ، أو عظمها عنه أي عن معارضته عليهالسلام أرادا عليهما اللعنة تشجيعه على منازعته ، وأن لا ينكسر عن ذلك بدعواه عليهالسلام الإمامة والخلافة ، والأولوية بالعلم والقرابة وسائر فضائله عليهالسلام « وأن يخالي الرجل » أي يسأله الاجتماع معه في خلوة.
وآية السخرة هي التي في سورة الأعراف « إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ » إلى قوله « رَبُّ الْعالَمِينَ » وقيل : إلى قوله « قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ » (١) فإطلاق الآية عليهما على إرادة الجنس ، من قرأها حفظ من شر شياطين الجن والإنس « فلا تمكنه من بصرك كله » أي لا تنظر إليه بكل بصرك كما يفعله المستأنس بشخص ، أي لا تنظر إليه كثيرا ، وإنما نهيا عن ذلك لئلا يريا منه شمائله الحسنة وأخلاقه المرضية فيصير سببا
__________________
(١) الآية : ٥٤ ـ ٥٦.