من بصرك كله ولا تستأنس به ثم قل له إن أخويك في الدين وابني عمك في القرابة يناشدانك القطيعة ويقولان لك أما تعلم أنا تركنا الناس لك وخالفنا عشائرنا فيك منذ قبض الله عز وجل محمدا صلىاللهعليهوآله فلما نلت أدنى منال ضيعت حرمتنا وقطعت رجاءنا
______________________________________________________
لحبه له ، كما أن النهي عما سبق أيضا كان لذلك.
« إن أخويك في الدين » لأن المؤمن أخو المؤمن وهذا حق إلا أنهما لما خرجا على إمامهما خرجا من الدين ودخلا في الكفر « وابني عمك » لأنهما بعد ارتفاع نسبهما ينتهيان إلى بعض أجداده عليهالسلام لأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ، وهما طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ، وزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة.
« يناشد أنك القطيعة » أي يناشد أنك بالله في قطيعة الرحم ، أي أن لا تقطع رحمهما ، وقيل : يقسمان عليك بقطيعة الرحم وعظم أمرها « أنا تركنا الناس » إشارة إلى إبطائهما عن بيعة الخلفاء الثلاثة وادعائهما كونه عليهالسلام أحق بذلك منهم ومبادرتهما إلى بيعته عليهالسلام بعد عثمان ، ثم نقضا بيعتهما لأدنى غرض من الأغراض الدنيوية.
« فيك » أي بسببك « فلما نلت » بكسر النون أي أدركت المطلوب « أدنى » إدراك فيكون أدنى نائب المفعول والمنال مصدرا ، ويكون أدنى مفعولا به ، أي أدركت أدنى مرتبة تنال به المطالب « ضيعت حرمتنا » أي سويت بيننا وبين غيرنا في العطاء ، فإنهما كانا يرجوان منه أن يفضلهما عن غيرهما في العطاء وبذل المناصب الجليلة ، فلما قسم عليهالسلام ما كان جمع في بيت المال ، أعطى الشريف والوضيع والصغير والكبير كلا منهم ثلاثة دنانير ، ولم يفضلهما على غيرهما ، ثم قسم عليهالسلام بعد ذلك ما جمع في أيام قلائل على نحو ذلك حتى أخذ عمار بيد غلام له فقال : يا أمير المؤمنين هذا كان عبدا لي وقد أعتقته ، وأعطاه مثل ما أعطى عمارا وغيره ، فثقل ذلك عليهما.