يكفيني الله بكمال القلب وأما إذا أبيتما بأني أدعو الله فلا تجزعا من أن يدعو عليكما رجل ساحر من قوم سحرة زعمتما اللهم أقعص الزبير بشر قتلة واسفك دمه على ضلالة وعرف طلحة المذلة وادخر لهما في الآخرة شرا من ذلك إن كانا ظلماني وافتريا علي وكتما شهادتهما وعصياك وعصيا رسولك في قل آمين قال خداش :
______________________________________________________
للناس كفرهم ووجوب البراءة عنهم « وأما إذا أبيتما بأني » الباء للسببية أي إن كان إباؤكما عن اللعن لمنافاته لشجاعتي فقد بينت عدم المنافاة وإن كان للخوف من استجابة دعائي عليكم فلا يناسب حالكم لأنكما تدعيان أني ساحر من جملة قوم سحرة ، لقولهما لعنة الله عليهما : طالما نعرفه وأهل بيته بالسحر والكهانة فنسبا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضا إلى السحر « فلا تجزعا » فإن الساحر لا يفلح حيث أتى.
« زعمتما » معترضة أي ادعيتما ذلك والقعص والإقعاص القتل السريع ، قال الجوهري : يقال ضربه فأقعصه أي قتله مكانه ، وفي القاموس : قعصه كمنعه قتله مكانه كأقعصه ، انتهى.
واسفك أمر من باب ضرب « على ضلاله (١) » أي لضلاله أو كائنا على ضلاله وفي بعض النسخ على ضلالة بالتاء ، وقد استجاب الله دعاءه عليهالسلام فيهما ، فإن الزبير خرج من المعركة في ابتداء القتال ، فلحقه رجل من بني تميم فقتله وطلحة قتل في ابتداء القتال في المعركة.
« إن كانا ظلماني » بمخالفتهما له ونكثهما بيعته وإنكارهما خلافته « وافتريا علي » بأن نسبا إليه عليهالسلام قتل عثمان ونسباه إلى السحر والكذب وغير ذلك وكتما شهادتهما بأن كتما ما سمعاه من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه كما روي أنه عليهالسلام طلب الزبير بين الصفين فقال له : أما تذكر يا زبير يوم لقيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في بني ضبة وهو راكب على حمار ، فضحك إلى وضحكت إليه فقال : أتحبه يا زبير؟ فقلت : والله إني
__________________
(١) وفي المتن « على ضلالة » بالتاء وسيأتي الإشارة إليه في كلام الشارح (ره) أيضا.