بذكره ليرى ويسمع انتهى (١).
«إلى من عمل» أي إلى من عمل له ، وفي بعض النسخ إلى ما عمل أي إلى عمله أي لا ثواب له إلا أصل عمله ، وما قصده به ، إذ ليس له إلا التعب «إلا رداه الله به» رداه تردية ألبسه الرداء أي يلبسه الله رداء بسب ذلك العمل ، فشبه عليهالسلام الاثر الظاهر على الانسان بسب العمل بالرداء فانه يلبس فوق الثياب ولا يكون مستورا بثوب آخر (٢).
«إن خيرا فخيرا» أي إن كان العمل خيرا كان الرداء خيرا وإن كان العمل شرا كان الرداء شرا والحاصل أن من عمل شرا إما بكونه في نفسه أو بكونه مشوبا بالرياء يظهر الله أثر ذلك عليه ويفضحه بين الناس وكذا إذا عمل عملا خيرا وجعله لله خالصا ألبسه الله أثر ذلك العمل وأظهر حسنه للناس كما مر في الخبر السابق وقيل : شبه العمل بالرداء في الاحاطة والشمول إن خيرا فخير أي إن كان عمله خيرا فكان جزاؤه خيرا ، وكذا الشرور ، وربما يقرء ردأه بالتخفيف والهمزة يقال : ردأه به أي جعله له رداءا وقوة وعمادا ، ولا يخفى ما فيهما من الخبط والتصحيف وسيأتي ما يأبى عنهما.
٦ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عمر بن يزيد قال : إني لاتعشى عند أبي عبدالله عليهالسلام إذ تلا هذه الاية «بل الانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره» (٣) يا باحفص ما يصنع الانسان أن يتقرب
____________________
(١) القاموس ج ٣ ص ٤٠.
(٢) الرداء وهو الذي يطلق في مقابل الازار كان حلة يلبسونها فوق الكتف يسترون بها الردء ، وهو الظهر ، وهو أحد ثوبي الاحرام ، ولم يكونوا ليلبسوا تحتها ثوبا آخر إلا إذا كانوا يلبسون القميص أو الدرع أو الجوشن ، فكانوا يلبسون تحته الشعار وأما اليوم فالرداء يطلق على غير ما وضع له أولا ، يطلق على كساء واسع كالجبة يلبس فوق الثياب كما ذكره العلامة المؤلف قدسسره والمعنى على ماذكرناه ، أن من عمل عملا أو أسر سريرة أظهره الله وألقا أثره على ظهره ملتصقا به ، كالخلعة التي يخلع بها على الناس ، إن شرا فشر وإن خيرا فخير.
(٣) القيامة : ١٤ و ١٥.