أعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع ، وأعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا (١).
بيان : يدل على أن للزهد في الدنيا وترك الرغبة فيها مراتب تنتهي أعلاها إلى أدنى درجات الورع ، أي ترك المحرمات والشبهات ، وله أيضا مراتب تنتهي أعلاها إلى أدنى درجات الرضا بقضاء الله ، فهو أعلى درجات القرب والكمال.
٢٣ ـ كا : عن العدة ، عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن علي بن أسباط عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : لقى الحسن بن علي عليهماالسلام عبدالله بن جعفر فقال : يا عبدالله كيف يكون المؤمن مؤمنا وهو يسخط قسمه ويحقر منزلته والحاكم عليه الله ، وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضا أن يدعو الله فيستجاب له (٢).
توضيح : «كيف» للانكار «مؤمنا» أي كاملا في الايمان مستحقا لهذا الاسم «وهو» الواو للحال «يسخط قسمه» القسم بالكسر وهو النصب أو بالفتح مصدر قسمه كضربه أو بكسر القاف وفتح السين جمع قسمة بالكسر مصدرا أيضا وعلى الاول الضمير البارز راجع إلى المؤمن وعلى الاخيرين إما راجع إليه أيضا بالاضافة إلى المفعول ، أو إلى الله.
«ويحقر منزلته» الضمير راجع إلى المؤمن أيضا أي يحقر منزلته التي أعطاه الله إياها بين الناس ، في المال والعزة وغيرهما ، وقيل : أي منزلته عند الله لانه تعالى جعل ذلك قسما له لرفع منزلته ، فتحقير القسم السبب لها تحقير لها وما ذكرنا أظهر ، ويمكن إرجاعه إلى القسم أو إلى الله بالاضافة إلى الفاعل «والحاكم عليه الله» الواو للحال ، وضمير عليه للمؤمن أو للقسم ، وقيل : «الحاكم» عطف على «منزلته» و «الله» بدل عن الحاكم أي يحقر الحاكم عليه ، وهو الله لان تحقير حكم الحاكم تحقير له ، ولا يخفى بعده. وفي القاموس : هجس الشئ في صدره يهجس خطر بباله أو هو أن يحدث نفسه في صدره مثل الوسواس ويدل
____________________
(١ ـ ٢) الكافي ج «ص ٦٢.