بفقير مسلم فقد استخف بحق الله ، والله يستخف به يوم القيامة ، إلا أن يتوب وقال صلىاللهعليهوآله : من أكرم فقيرا مسلما لقى الله يوم القيامة وهو عنه راض (١).
٣١ ـ لي : عن ابن إدريس ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن محمد ابن أحمد المدايني ، عن فضل بن كثير ، عن الرضا عليهالسلام قال : من لقى فقيرا مسلما فسلم عليه خلاف سلامه على الغني لقى الله عزوجل يوم القيامة وهو عليه غضبان (٢).
٣٢ ـ فس : «ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين» (٣) فأنه كان سبب نزولها أنه كان بالمدينة قوم فقراء مؤمنون يسمون أصحاب الصفة ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله أمرهم أن يكونوا في صفة يأوون إليها. كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يتعاهدهم بنفسه وربما حمل اليهم ما يأكلون ، وكانوا يختلفون إلى رسول الله فيقربهم ويقعد معهم ويؤنسهم ، وكان إذا جاء الاغنياء والمترفون من أصحابه ينكروا عليه ذلك ويقولوا له : اطردهم عنك.
فجاء يوما رجل من الانصار إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وعنده رجل من أصحاب رسول الله من أصحاب الصفة قد لزق برسول الله صلىاللهعليهوآله ورسول الله يحدثه فقعد الانصاري بالبعد منهما ، فقا له رسول الله صلىاللهعليهوآله : تقدم فلم يفعل ، فقال له رسول الله : لعلك خفت أن يلزق فقره بك؟ فقال الانصاري : اطرد هؤلاء عنك فأنزل الله «ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي» الاية ثم قال : «وكذلك فتنا بعضهم ببعض» أي اختبرنا الاغنياء بالغنى لننظر كيف مواساتهم للفقراء؟ وكيف يخرجون ما فرض الله عليهم في أموالهم لهم؟ واختبرنا الفقراء
____________________
(١) أمالي الصدوق ص ٢٥٧.
(٢) أمالي الصدوق : ٢٦٥.
(٣) الانعام : ٥٢ ٥٣.