يكسبون» (١) رد لما قالوه ، وبيان لما ادى بهم إلى هذا القول ، بأن غلب عليهم حب المعاصي بالانهماك فيه ، حتى صار ذلك صداء على قلوبهم ، فعمي عليهم معرفة الحق والباطل ، فان كثرة الافعال سبب لحصول الملكات ، كما قال صلىاللهعليهوآله : إن العبد كلما اذنب ذنبا حصل في قلبه نكتة سوداء ، حتى يسود قلبه ، والرين الصداء (٢).
١٨ ـ كا : عن العدة ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن اسباط ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : لا تبدين عن واضحة وقد عملت الاعمال الفاضحة ، ولا تأمن البيات وقد عملت السيئات (٣).
١٩ ـ كا : عن محمد بن يحيى وأب ي علي الاشعري ، عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار ، عن حماد بن عيسى ، عن ابي عمرو المدائني ، عن ابي عبدالله عليهالسلام قال : سمعته يقول : إن الله قضا قضاء حتما : لا ينعم على العبد بنعمة فيسلبها إياه حتى يحدث العبد ذنبا يستحق بذلك النقمة (٤).
بيان : «لا ينعم» استيناف بياني [ أومنصوب بتقدير «أن» وقوله : «فيسلبها» معطوف على النفي لا على المنفي و «حتى» للاستثناء ، والمشار إليه في قوله : «بذلك» إما مصدر ] (٥) يحدث أو الذنب والمآل واحد ، وفي القاموس النقمة بالكسر والفتح وكفرحه المكافاة بالعقوبة ، وفيه تلميح إلى قوله سبحانه : «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» (٦).
٢٠ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن سدير قال : سال رجل أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : « قالوا
____________________
(١) المطففين : ١٤١٢.
(٢) أنوار التنزيل : ٤٥٧.
(٣ و ٤) الكافي ج ٢ ص ٢٧٣.
(٥) ما بين العلامتين أضفناه من شرح الكافي ج ٢ ص ٢٤٧.
(٦) الرعد : ١١.