لأنها تصير حرف مدّ قبل همز مغير كما تقدّم في بابه ، وقد أجاز بعضهم بقاء الألفين فيزاد في المد لأجل بقائهما فكأنه مد للساكنين.
والواو واليا إن يزادا أدغما |
|
والبعض في الأصليّ أيضا أدغما |
ثم أخذ في الكلام فيما إذا كان الساكن قبل الهمز واوا وياء زائدتين نحو (قروء ، وبرىء ، وهنيئا ، ومريئا) والحكم فيهما الإدغام : أي بعد إبدال الهمز من جنس ما قبله ثم تدغم الأول في الثاني قوله : (والبعض إلخ) أي وبعض أئمة القراءة عن حمزة عامل الياء والواو الأصليتين معاملة الزائدتين فأدغم نحو « شيء » ، ومن سوء ، ويضيء » وتقدم فيه النقل من قوله :
وإن يحرك عن سكون فانقل
وهذا زائد فيصير فيه النقل والإدغام ، وهنا تم الكلام في الهمز المتحرك بعد ساكن ، وتقدم قبل ذلك حكم الهمز الساكن بعد المتحرك ، وبقي من أقسام الهمز المتحرك بعد المتحرك ، فشرع في ذكره بقوله في البيت الآتي وبعد كسره كما سيأتي :
وبعد كسرة وضمّ أبدلا |
|
أن فتحت ياء وواوا مسجلا |
هذا أول أقسام الهمز المتحرك بعد المتحرك وهو بحسب حركته وحركة ما قبله تسعة أقسام ، فذكر هنا قسمين منها : وهو ما إذا كانت الهمزة مفتوحة وقبلها كسرة أو ضمة والحكم فيهما الإبدال بحركة ما قبله فيبدل في الكسر ياء نحو « مائة ، وفئة ، ولئلا » وفي الضم واوا نحو « مؤجلا وفؤادا ».
وغير هذا بين وبين ونقل |
|
ياء كيطفئوا وواو كسئل |
يعني غير القسمين المتقدمين ، وهو سبعة أقسام : مفتوح بعد مفتوح نحو (بدأكم) ومضموم بعد مضموم نحو (برؤوسكم) وبعد مكسور نحو (مستهزئون) وبعد مفتوح نحو (يذرؤكم) ومكسور بعد مكسور نحو (خاطئين) وبعد مضموم نحو (سئل) وبعد مفتوح نحو (يئس) فحكم تخفيف هذا كله بين بين قوله : (ونقل) أي وورد أيضا وجه زائد على ما تقدم في الهمزة المضمومة بعد كسر نحو (أن يطفئوا) وفي عكسها وهو المكسور بعد ضم ، فيبدل بعد الكسر ياء وبعد الضم واوا ، هذا مذهب الأخفش النحوي في تخفيف هذين النوعين أي يدبرهما