بيان حركة الوصل ولذلك امتنعا في الحركة العارضة وميم الجمع وهاء التأنيث كما سيأتي.
وامنعهما في النّصب والفتح بلى |
|
في الجرّ والكسر يرام مسجلا |
أي وامنع الروم والإشمام للقراء في النصب والفتح وأجازه النحاة ؛ لأن المنصوب إن كان منونا وقف عليه بالألف ، وإن لم يكن فلخفة حركته لا يتبعض ، فإن الفتحة إذا خرج بعضهما خرج كلها ؛ وإنما أتى ببلى التي هي حرف إيجاب هنا ، لأنه جواب سؤال مقدر كأنه لما ذكر جوازهما في الرفع والضم ومنعهما في النصب والفتح قيل فهل يرام أو يشم في الجر والكسر ؛
والرّوم الاتيان ببعض الحركة |
|
إشمامهم إشارة لا حركه |
الروم عند القراء : عبارة عن النطق ببعض الحركة. وقال بعضهم تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها ، والمعنى واحد ؛ وعند النحاة النطق بالحركة بصوت خفي ، وهو الذي ذكره الشاطبي رحمه الله تعالى. والإشمام عبارة عن الإشارة إلى الحركة من غير صوت ، وقال بعضهم أن تجعل شفتيك على صورة الضمة إذا لفظت بها وكلاهما واحد.
وعن أبي عمرو وكوف وردا |
|
نصّا وللكلّ اختيارا اسندا |
يعني أنه ورد النص بالوقف بالروم والإشمام عن أبي عمرو والكوفيين ، ولكن المختار عند أئمة القراءة الأخذ بهما لجميع القراء حتى صار الأخذ بهما شائعا لكلهم مجمعا عليه لجميعهم مسندا إذا وإن لم يرد نصا.
وخلف ها الضّمير وامنع في الأتم |
|
من بعد يا أو واو أو كسر وضم |
أي اختلف القراء في الإتيان في هاء الضمير بالروم والإشمام ؛ فذهب كثير منهم إلى الإشارة مطلقا كما في التيسر وغيره ، وهو اختيار ابن مجاهد ، وذهب آخرون إلى المنع مطلقا كما هو ظاهر كلام الشاطبي والوجهان حكاهما الداني في غير التيسير ، وذهب كثير من المحققين إلى التفصيل فمنع الإشارة بهما إذا كان قبلهما ياء أو واو أو كسر أو ضم نحو « خذوه ، وليرضوه ، وأمره ، وفيه ، وإليه ، وبه » طلبا للخفة ، وأجازوهما إذا لم يكن ذلك نحو « منه ، واجتباه ، ولن تخلفه » حيث لم يكن ثقل ، وهذا أعدل المذاهب وأتمها كما قطع به مكي وابن شريح