إذا كان من رجوع الآخرة ، احترز بذلك عن نحو قوله تعالى : (صم بكم عمى فهم لا يرجعون) قوله : (وذو يوما) أي المصاحب ليوما ، يريد قوله تعالى (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) في أواخر البقرة ، اتفق أبو عمرو ويعقوب على قراءته بالترجمة المتقدمة.
والقصص الأولى (أ)تى (ظـ)ـلما (شفا) |
|
والمؤمنون (ظـ)ـلّهم (شفا)وفا |
يريد قوله تعالى : (وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون) قرأه بتسمية الفاعل نافع ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف والباقون على البناء للمفعول ، واحترز بقوله : الأولى عن قوله : « وإليه ترجعون » آخر القصص ، فإن يعقوب وحده فيها على أصله بالترجمة قوله : (والمؤمنون) الخ البيت ، يعني قوله تعالى : في المؤمنين (وأنكم إلنا لا ترجعون) فيعقوب وحمزة والكسائي وخلف بالترجمة على تسمية الفاعل ، والباقون مبنيا للمفعول قوله : (وفا) الوفاء : ضد الغدر ، ويحتمل أن يكون فعلا بمعنى لم ينقص ، ويحتمل أن يكون من الفيء : وهو الرجوع فيناسب ذكر الظل وتكون الواو زائدة ، وإنما أتى به لأجل الفصل بواوه.
الأمور هم والشّام واعكس (إ)ذ (عـ)ـفا |
|
الامر وسكّن هاء هو هي بعد فا |
أي « ترجع الأمور » حيث وقع بتسمية الفاعل يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وابن عامر والباقون على البناء للمفعول قوله : (الأمور) الأصل الأمور فنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها واعتد بالعارض فحذف همزة الوصل كما تقدم في بابه لورش قوله : (واعكس) أي واعكس الترجمة المذكورة فضم الياء وافتح الجيم ، يعني أن نافعا وحفصا قرآ قوله تعالى : « وإليه يرجع الأمر كله » في آخر هود بعكس الترجمة : أي بضم الياء وفتح الجيم عكس الترجمة المذكورة المتقدمة ، والباقون بفتح الياء وكسر الجيم وهم ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر ، وفعل بالأمر في النقل كما فعل بالأمور قوله : (وسكن الخ) أي سكن الهاء من هو وهي الواقعة بعد الفاء والواو واللام كما سيأتي في البيت الآتي الكسائي وأبو جعفر وقالون وأبو عمرو نحو « وهو بكل شيء عليم ، فهو خير لكم ، وهي تجري بهم ، فهي خاوية ، لهى الحيوان » وذلك لأن اتصال هذه الحروف بها صيرت الكلمة مشبهة لفظ عضد وكتف فسكنت تخفيفا والباقون بضم الهاء من هو وكسرها من هي على الأصل ،