وكسر الياء منهم شعبة وإلى ذلك أشار بقوله : ويا اكسر صرفا : أي واكسر الياء من يهدي ، والباقون بفتحها وكسر الهاء عاصم ويعقوب ، وهذا فهم من قوله : والها نل ظلما ، وهو معطوف على اكسر ، وسكن الهاء ابن جماز وقالون بخلاف عنهما ، وحمزة والكسائي وخلف يخفون الدال كما تقدم أوّلا ، وهذا معنى قوله : لا يهد خفهم وقوله :
.... وأسكن ذا بدا |
|
خلفهما شفا خذ الإخفا حدا |
يعني أخفى فتحة الهاء : أي اختلس أبو عمرو بخلاف عنه ، وقالون وابن جماز في الوجه الآخر ، ويكون الوجه الآخر الاتباع.
والهاء (نـ)ـل (ظـ)ـلما وأسكن (ذ)ا (بـ)ـدا |
|
خلفهما (شفا)(خـ)ـذ الإخفا (حـ)ـدا |
تقدم شرحه في البيت قبله :
خلف (بـ)ـه (ذ)ق تفرحوا (غـ)ـث خاطبوا |
|
وتجمعوا (ثـ)ـب (كـ)ـم (غـ)ـوى اكسر يعزب |
أي قرأ رويس (فبذلك فلتفرحوا) بالخطاب ، والباقون بالغيب قوله : (وتجمعوا) يريد قوله تعالى : (هو خير مما يجمعون) قرأه بالخطاب أبو جعفر وابن عامر ورويس التفاتا إلى الكفار ، والباقون بالغيب إخبارا عنهم على جهة الغيب قوله : (واكسر يعزب) أي قرأ الكسائي (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة) هنا (ولا يعزب عنه مثقال ذرة) في سبأ بكسر ضم الزاي في الموضعين كما سيأتي في البيت الآتي ، والباقون بضمها وهما لغتان.
ضمّا معا (ر)م أصغر ارفع أكبرا |
|
(ظـ)ـلّ (فتى)صل فاجمعوا وافتح (غـ)ـرا |
أي وقرأ (ولا أصغر من ذلك ولا أكبر) بالرفع فيهما يعقوب وحمزة وخلف عطفا على محل مثقال ، والباقون بالفتح عطفا على لفظ مثقال قوله : (صل الخ) يريد قوله تعالى : (فأجمعوا أمركم) قرأه رويس بخلاف عنه كما سيأتي في البيت الآتي بوصل الهمزة وفتح الميم أمر من جمع ، والباقون بفتح الهمزة والميم من أجمع.