مذهب جمهور العراقيين وأكثر الأئمة من غيرهم قوله : (ما اتصل) يعني المد المتصل ؛ وهو ما اجتمع حرف المد والهمز بعده في كلمة واحدة نحو : « الملائكة ، ومن سوء ، وجيء »
للكلّ عن بعض وقصر المنفصل |
|
(لـ)ـى (بـ)ـن (حمـ)ـا (عـ)ـن خلفهم (د)اع (ثـ)ـمل |
عن بعض : أي عن بعض أئمة القراء وهم جمهور أهل العراق وكثير من المغاربة ؛ نص عليه ابن شيطا وابن سوار والقلانسي وسبط الخياط وأبو علي البغدادي وأبو معشر الطبري ومكي والمهدوي وغيرهم ، والمنفصل ما كان حرف المد آخر كلمة والهمز أول الكلمة الأخرى نحو « بما أنزل الله ، قالوا آمنا في أنفسكم » قرأه بالقصر ابن كثير وأبو جعفر ؛ واختلف عن قالون وأبي عمرو ويعقوب وهشام وحفص وكذا الأصبهاني من حيث إن رمز ورش المتقدم اختص بالأزرق عنه فبقي هو كقالون قوله : (خلفهم) أي بخلاف قالون والأصبهاني وهشام وأبي عمرو ويعقوب وحفص ؛ فالقصر عن هشام وحفص من الزيادات ، والمد للسوسي أيضا من الزيادات قوله : (ثمل) الثمل النشوان ، يشير إلى توهين حال من خالف القصر عنهم : أي أوضح لي حما عن خلاف من طالب لذلك لا يدري ما يقول :
والبعض للتّعظيم عن ذي القصر مد |
|
وأزرق إن بعد همز حرف مد |
أي بعض أئمة القراء أخذ بالمد للتعظيم عن أصحاب قصر المنفصل المتقدم ذكرهم ، نص على ذلك أبو معشر الطبري والهذلي وابن مهران وغيرهم ، وهو مما نختار ونأخذ به وذلك نحو (لا إله إلا الله) وقد ورد في ذلك حديثان مرفوعان ذكرهما في النشر ، ولكن استحسنه العلماء ونص عليه الفقهاء ، وقوله : عن ذي القصر مد : هو آخر الكلام على ما وقع حرف المد فيه مقدما على الهمز ، ثم قال وأزرق ، فأخذ في الكلام فيما وقع فيه الهمز مقدما على حرف المد وللأزرق عن ورش فيه ثلاثة أوجه المد الطويل والقصر والتوسط بينهما.
مدّ له واقصر ووسّط كنأى |
|
فالآن أوتوا إيء آمنتم رأى |
تقدم شرحه في البيت قبله.