فقد اتّفق جماعة المسلمين على صدور هذا الخبر عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الصادق الأمين ، فلا بدّ (١) من وقوع افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، وأن الناجي منها فرقة واحدة ، والضرورة قاضية بأن كل فرقة تدّعي أنه على الحق ، وأنها الفرقة الناجية ، والخبر الصحيح (٢) ـ المجمع عليه ـ يدل على كذب (٣) دعوى اثنين (٤) وسبعين فرقة ، وصحة دعوى فرقة واحدة ، فإذا ثبت هذا فلا يجوز (٥) أن يقال : جميع المسلمين على الحق! لأن النبي المبعوث بهذا الدين
__________________
٢٧٧ ذيل حديث ذي الثدية ، فردوس الأخبار ٢/٦٣ ، ٩٨ ـ ٩٩ حديث ٢١٧٦ ، ٢١٧٧ ، ٢١٧٩ ، والصريح جدا فيه هو حديث ٢١٨٠ ، ولاحظ : ما جاء في مسند أبي يعلى الموصلي ٤/٣٤٢ حديث ٣٦٦٨ ، ٧/٣٢ حديث ٣٩٣٨ ، و ٧/٣٦ حديث ٣٩٤٤ ـ ٣٩٤٥ ، وأورده الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٣/٣٠٧ بإسناده عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : « تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة ، أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم ؛ فيحلّون الحرام ويحرّمون الحلال .. » وكرّره بأسانيد متعدد في صفحة : ٣٠٨ , ٣٠٩ ـ ٣١٠ وفي مجلداته الأخر ، كما جاء في تاريخ بغداد ـ أيضا ـ ١١/٢١٦ عن علي عليهالسلام أنه قال : « مما عهد إليّ النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم إن الأمة ستغدر بك من بعدي » ، وحلية الأولياء للإصفهاني ٣/٥٢ ـ ٥٣ و ٢٢٦ ـ ٢٢٧ ، وانظر ما ذكره السيوطي في كتابه الكنز المدفون والفلك المشحون : ٣٩ ـ ٤١ حول الحديث ؛ وكيف فسّر فيه الفرقة الناجية! وغيره.
بل يعد الخبر من الروايات المستفيضة عند الفريقين ، بل المتواترة كما سلف ، لم نجد من خدش فيه سندا مع وضوح دلالته وصراحة عبارته.
(١) لا توجد كلمة : الصادق الأمين فلابدّ .. في نسخة (ر).
(٢) لا توجد كلمة : الصحيح .. في الطبعة الحجرية ، ولا في نسخة ( ألف ).
(٣) في نسخة ( ألف ) و (ر) : بطلان .. بدل : كذب.
(٤) في الطبعة الحجرية : اثنتي .. وهو سهو ، وفي نسخة ( ألف ) : على بطلان اثنتي ، ولعله : اثنتين.
(٥) لا توجد الفاء في نسخة ( ألف ) ، ولا في الطبعة الحجرية.