إلى التسبيح ، وبالظهر أربع ساعات ، وبالعصر في أواخر النهار أربع ساعات ، وبالمغرب والعشاء في الليل سبع ساعات فبقي سبع ساعات وهو الذي لو نام الانسان فيه كان كثيرا ، ثم قال بعد تحقيق طويل : النهار اثنى عشر ساعة ، والصلاة المؤدات فيها عشر ركعات ، فيبقى على المكلف ركعتان يؤديهما في أول الليل ، ويؤدي ركعة من صلاة الليل ليكون ابتداء الليل بالتسبيح ، كما كان ابتداء النهار بالتسبيح ولما كان المؤدى من تسبيح النهار في أوله ركعتين كان المؤدى من تسبيح الليل في أوله ركعة ، لان تسبيح النهار طويل مثل ضعف تسبيح الليل ، لان المؤدى في النهار عشرة ، والمودى في الليل من تسبيح الليل خمس انتهى.
وقال الشهيد في الذكرى : وقت الوتر آخر الليل ، ونحوه قال جماعة من الاصحاب ، وقال في دعائم الاسلام : وقت صلاة الليل المرغب فيه أن يصلي بعد النوم والقيام منه في آخر الليل ، وسنذكر في الاستدلال بالايات تصريحات المفسرين بذلك.
وقال السيد الداماد رزقه الله أقصى السعادة يوم التناد ، في بيان ما ورد أن ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس وما بين غروب الشمس وغروب الشفق غير داخل في شئ من الليل والنهار : ثم إن ما في أكثر رواياتنا عن أئمتنا المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين وما عليه العمل عند أصحابنا رضي الله تعالى عنهم إجماعاهو أن زمان ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس من النهار ، ومعدود من ساعاته ، وكذلك زمان غروب الشمس إلى ذهاب الحمرة من جانب المشرق ، فان ذلك أمارة غروبها في افق المغرب فالنهار الشرعي في باب الصلاة والصوم وفي ساير الابواب من طلوع الفجر المستطير إلى ذهاب الحمرة المشرقية ، وهذا هو المعتبر والمعول عليه عند الاساطين الالهيين والرياضيين من حكماء يونان ، وقدمر تمام الكلام في باب علل الصلاة (١).
____________________
(١) راجع ج ٨٢ ص ٢٥٩ ـ ٢٦٠.