وتعالى حيث جعل الكعبة البيت الحرام محلاً يؤمه الحجيج لا لحاجة منه اليهم بل لتوثيق ارتباطهم بربهم ولم يكن هذا المورد خاصاً بالبيت الحرام بل هناك مجال اخر دعى الله فيها بعض الأنبياء ان يجعلوا من بعض الأماكن محالاً تكون عنصرا لتوثيق الترابط بين العباد وربهم حيث قال تبارك وتعالى مخاطبا موسى وهارون عليهاالسلام ( وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) وقال : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلى ).
وأثنى الله تبارك وتعالى على الذي بنى مسجداً على الكهف الذي لجأ اليه الصالحون بعد ان بعثهم من ليثهم فيه ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعاً ( لنتخذن عليهم مسجدا ).
وقد شاع بين المسلمين زيارة قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله والاحتفاء به والتبرك بالمساجد التي صلى فيها او زيارة قبور الشهداء لما لها بالاضافة الى بعدها الديني والتاريخي من دور مهم في ربط العباد بربهم ودينهم وتأكيد عقيدتهم وحفظ سلامة مسيرتهم الفكرية والعلمية والعقائدية.
وقد اهتم الأئمة عليهالسلام تأسيا بالرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله بالاهتمام بالمواضع ذات البعد الديني حيث اشتهر عنه صلىاللهعليهوآله انه كان يحتفظ بشيء من تراب الموضع الذي استشهد فيه الامام الحسين عليهالسلام بعد عشرات السنين ، ووقف أمير المؤمنين عليهالسلام وقد فاضت به الالام والحسرة عند مروره في كربلاء عند المواضع الذي سيضم شهداء العترة الطاهرة.
ومن المواضع التي كانت محل اهتمام أهل البيت عليهمالسلام المواضع التي تخص ايام الظهور المبارك للمولى صاحب الزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء فنجد في روايات متعددة الاشادة بمسجد السهلة ومسجد الكوفة لكون الأول محل سكناه والثاني موضع حكمه صلوات الله عليه.