( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي ) (١).
ربّ وافتح بصيرة كلّ من يقرأ كتابي على الحقيقة التي تهدي بها عبادك المخلصين.
أما بعد؛ فقد لقي كتابي « ثم اهتديت » قبولاً حسناً لدى القرّاء الأعزّاء الذين أبدوا بعض الملاحظات الهامّة حول موضوعات متفرقّة في الكتاب المذكور ، وطلبوا المزيد من التوضيح في المسائل التي اختلف في فهمها كثير من المسلمين سنّةً وشيعة.
ومن أجل رفع اللَبس والغموض عن ذلك لمن أراد التحقيق والوقوف على جَلّية الأمرِ ، فقد ألّفتُ هذا الكتاب بنفس الأُسلوب الذي اتبعته هناك ، ليسهل على الباحث المنصف الوصول إلى الحقيقة من أقرب سبلها ، كما وصلتُ إليها من خلال البحث والمقارنة ، وقد أسميته ـ على بركة اللّه ـ « مع الصادقين » ، اقتباساً من قوله تعالى : ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّـقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٢).
ومَنْ مِنَ المسلمين يرفض أو يزهد في أن يكون مع أولئك الصادقين؟!
هذا ما اقتنعتُ به شخصياً ، وما أحاول توضيحه لغيري ما استطعتُ
__________________
١ ـ طه : ٢٥ ـ ٢٨.
٢ ـ التوبة : ١١٩.